منصة الصباح

ماذا قرأ العرب 2024 ؟

خلود الفلاح

في هذا التقرير تتنوع القراءات بين الكتب الأدبية والسياسية، والروايات وكتب الشعر، استطلعنا آراء عدد من الكُتاب من جغرافيات مختلفة عن الكتب الأكثر تأثيرا من قراءتهم لهذا العام، والكتاب الذي تمنوا أن يكونوا هم أصحابه.

التعرف على عوالم جديدة

تعترف الروائية الليبية نهلة العربي، بأن العام بالتحديد كان مختلف من حيث عدد القراءات وعدد الكُتاب الذين تعرفت عليهم للمرة الاولي، كانوا منذ مدة على قائمة القراءة ولكن بسبب المرض لم أستطع أن أفي بوعد قراءة أعمالهم، وجدت بعض الحلول لعسر القراءة وببطء بدأت الغمامة تنقشع لأجد أمامي وجبة أدبية شهيرة في انتظار الالتهام. من بين أجمل الكتب التي كانت رفيقة لي رواية “ولد بلاد” للروائية كوثر الجهمي، الرواية واقعية جدا وتضعنا أمام قضية مسكوت عنها وكان لابد لكاتبة شجاعة مثلها لطرح القصة، وثاني القراءات، رواية “قصور الشعير” للروائي أوسمان بن ساسي، رواية متعبة نفسياً بالنسبة لي لاحتوائها على عناصر تلعب على قوة الذاكرة القارئ، وفهم تفاصيل دقيقة في الحبكة. ونجح بن ساسي في خداعي أكثر من مرة خلال هذا العمل.

وتضيف: رواية “فوضي الحواس” لمحمد التليسي، كانت مفاجأة، لأنها رومانسية كسرت حكم كونته منذ مدة عن الكُتاب الليبيين بأنهم يخافون الكتابة عن الحب وقصص الغرام. ووصف المشاعر، كنت أعتقد بأن كاتبة هي من ستفعل ذلك، ولكن التليسي أدهشني وأسعدني بهذا العمل، ورواية “موت الانسة الكسندرين تين في ليبيا” للكاتب محمد الترهوني، هي الرواية التي تأتي في توقيت محدد وصحيح جداً.

حين نكون بحاجة لقراءة رواية مختلفة، ثقيلة ومدهشة حد الامتلاء بالرضا عن كل ما فيها، استمتعت جداً بقراءة العمل وتدوين الملاحظات وتظليل الجمل ذات المعاني المخفية والروح المرهفة والوصف الدقيق للشخوص والامكنة.

هناك كتب أقف أمامها مسحورة

تقول الشاعرة والمترجمة المصرية أسما حسين، أن أبرز قراءاتي لهذا العام كانت لكتب قليلة ولكن ذات طابع فارق وكتابة جميلة، بدأت العام بـ رواية “الغابة النرويجية” لـ هاروكي موراكامي، استغرقت الكثير من الوقت للبدء في قراءتها، لكن كنت مدركة أنها رواية قد تعجبني غالباً حين اقرأها، وبالفعل ما إن بدأت في القراءة لم أتركها حتى انتهيت منها. ترسم الرواية شكل المجتمع الياباني من خلال الشخصيات ضمن الزمن المحدد لها، وهناك ثلاثية ذكرت كثيراً في الرواية، الحب والجنس، والانتحار، والمشاعر، كتبت بإتقان يجعلك تندمج بأحاسيس الأبطال وتستطيع تفهم حالتهم، بل وتخلق المبررات لكل شخصية. تبدو التفاصيل أكثر أهمية حين تكون مرتبطة بالعاطفة والمكان كذلك.

وروايتي الثانية هي “المدعوة غريس” لـ مارغريت آتوود، لم تكن رواية عادية. في الحقيقة هي قصة واقعية حدثت على أرض الواقع، وجُمِّعَت أجزائها أكثر من مرة، وانتهى هذا الإصدار حول القصة إلى رواية تُسرَد مع لمسات أدبية جميلة، وفي قالب روائي أنيق، وعندما أقول أنيقاً فقط فإني أظلم العمل فهناك إبداع تمكنت الكاتبة منه، ووضعته عبر الفصول بشكل متسلسل عبر شخصياتها وأحداثها التي جمعتها وخلقتها.

أما رواية “أن تعودي فلسطين” للكاتبة الفلسطينية التشيلية: لينا مرواني، من أدب المهجر. تروي فيها الكاتبة تفاصيل رحلتها إلى فلسطين المحتلة. تتناول غربة لم تكن في المهجر فقط، كانت قبل ذلك في الوطن الأم، حيث النظرة في العهد العثماني للمسيحي مختلفة وكأنه جاء من خارج الزمن برغم كونه فلسطيني الجذور، وهذا ما تناولته الكاتبة في بداية الرواية، تلك النظرة الناقصة للمواطن الذي يحمل ديانة مختلفة عن ديانة الدولة فيُتَّهم في انتمائه وإخلاصه حتى يشعر بالخوف والغربة في وطنه، ثم يغادر ليفقد الوطن والهوية معاً ويجمع شتاته في الخارج البعيد.

وتسرد الرواية الرابعة في سلسلة قراءات هذا العام، “في عمق البحر حيث لا تلمس الأرض” للكاتب فابيو جينوفيزي، حياة طفل في السادسة من العمر وهو “فابيو”، الغارق في أفكاره ومواقفه وحياته، وهو ينمو وسط قدر من الصخب يريه الحياة بعيون متلهفة للمعرفة، تنمو فيه المشاعر والتصورات والأفكار بشكل عفوي غير موجه، ثم يكتشفها قلبه وعقله بعد عينيه، يتدرج العمر وتسير الأيام ما بين السادسة والثالثة عشر، وهي الأعوام التي تحاكي المرحلة العمرية للطفل، وكيف تنمو لديه الفكرة حتى تتحقق أو تختفي، وكيف يكون تصوره الساذج حين يرى الواقع الحقيقي، والأمل يرافقه بقوة وإيمان.

وتضيف أسما حسين، بعد الروايات قرأت عددا من الكتب، منها: كتاب “اللغة الصامتة” لـ إدوارد هول، الذي يجمع بين الفلسفة وعلم الاجتماع، يتحدث عن الفروقات في المجتمعات المختلفة، بين ما هو مقبول أو شائع في المجتمع ومرفوض أو مندثر في آخر.. مثل الوقت الذي يتم احترامه في أمريكا بشكل واضح، بينما لا يحظى بنفس درجة الاهتمام في المكسيك. يوضح بشكل وبآخر أن السلوك الإنساني يختلف من مكان لمكان، ومن مجتمع لمجتمع، ولو تشابهت المواقع والملابس والأدوات.

ويتناول الكتاب الثاني، “موت الناقد” لـ رونان ماكدونالد، نظرية موت الناقد عبر مراحل مختلفة من خلال كُتاب ونُقاد وأكاديميين بين ضفتي الأطلسي، إنجلترا والولايات المتحدة. وينقل الكثير من الآراء لكل مرحلة مر بها الأدب والجمال والثقافة منذ بداية القرن الماضي حتى نهايته، وهو يتعاطى مع النقد بشكل موضوعي في الكثير من المواضع، إلا أنه عاد في نهاية الكتاب لينصب الناقد إله للأدب واللغة والجمال.

وتمنت المترجمة أسما حسين، لو كانت كاتبة لروايات ربيع جابر خاصة “طيور الهوليداي إن” و”دروز بلغراد” و”شاي أسود” و”أميركا”، وتضيف: كتاب “كيف تلتئم: عن الأمومة وأشباحها” للشاعرة إيمان مرسال،
تمنيت بشدة لو أنني كاتبته وسأظل كذلك، احتجزني هذا الكتاب داخله منذ المرة الأولى ولازال يتركني كمسحور لا يود العودة في كل إعادة قراءة، حتى أنني بشكل شخصي أمتن طويلاً لإيمان مرسال بشأنه. أما في سن صغيرة لي، كانت هناك قصة قصيرة جداً، لكاتب غير معروف حينها، أعدت ترجمتها منذ سنوات عن لغة وسيطة، حين عثرت عليها أبهرتني وتمنيت لو كنت كاتبتها حين ذلك ولازالت أتذكر ذلك الأثر.. قصة “مِتُّ أنا وعاش أخي” لـ رافاييل نوبوا.

أحب قراءة الشعر

تقول الأستاذة بقسم الترجمة بجامعة باتنة2، الجزائرية راضية تومي، قرأت هذا العام عددا من الكتب أذكر منها: “زراوند” وهو مجموعة شعرية للشاعر زكريا محمد، المجموعة مختلفة ومميزة سواء تعلق الأمر بكيفية عرض نصوصها بلا عناوين أو من حيث نوعها الشعري المتمثل في النثر الشعري “La prose poétique” تحمل المجموعة فكرة محورية هي دائرية الكون وكذا رؤية جديدة للموت الذي يعيد للحي ما أخذه منه. مفردات الشاعر الني تنهل من أسماء الحيوانات والنباتات ومكونات الطبيعة منحت القصائد حيوية شعرية زادتها جمالا الاستعارات التي تمزج بين هذه المفردات في صور شعرية مبتكرة طوعها الشاعر لخدمة أفكاره عن الوطن والحزن، والحب، والأمل، والأرض.

وكتابي الثاني، هو أيضا مجموعة شعرية للشاعر عاشور الطويبي موسومة ب ” الآن سأقفز الجدول الصغير” وهي طبعة مزدوجة اللغة اي أنها تحتوي على قصائد للشاعر في لغتها الأصلية أي العربية ومقابل كل قصيدة ترجمتها الفرنسية، من إنجاز أسماء هند طنغور.

وعثوري على هذه المجموعة في مكتبة بقسنطينة أبهجني لأنني من قراء الشاعر الطويبي الذي ينشر عادة قصائده على موقع العربي الجديد حيث كنت أقرأه منذ سنوات. أشعار الشاعر الطويبي تضج بروح الطبيعة الحية فهو يستدعي تقريبا في كل قصائده الطبيعة ومن يعيش فيها. وليست هذه الطبيعة إلا تلك النظارات التي ينظر الشاعر من خلالها إلى العالم. فيبث في قصائده لحظات فارقة استحوذت على إحساسه وهو يتأمل العالم الذي يحيط به. موضوعات المجموعة متنوعة وهي تتراوح بين التأمل والتذكر مكتوبة بأسلوب تلونه لوحات طبيعية تأسر بجمالها الكوكبي والمؤنس.

أما كتابي الثالث في سلسلة قراءاتي لهذا العام، هو رواية للكاتبة الجزائرية التي تكتب باللغة الفرنسية مايسة باي وعنوانها Au commencement était la mer…أي “في البدء كان البحر…”. الرواية تتناول موضوعات الحب والممنوع والعشرية السوداء بالجزائر. هي حكاية الشخصية البطلة نادية تلك الفتاة المحبة للحياة والجمال والتي تصطدم بواقع التطرف الذي غرق فيه أخوها الأكبر. وكيف أنها أحبت وخدعت ولم تجد من يقف إلى جانبها لأن من تعرفهم لن يفهموها ولن يرحموها. إنها رواية الصراع بين الجمال والقبح الذي يتأجج حين تنتشر الأفكار الدينية المتعصبة. رواية جميلة تدعونا لضرورة البقاء يقظين في وجه كل تطرف فكري.

وتضيف: قرأت أيضا كتابا أكاديميا للبروفيسور وحيد بن بوعزيز عنوانه ” بؤس النظرية: مساءلات في الدراسات الثقافية”، وهو كتاب هام جدا يتناول مفاهيم مثل الامبراطورية والمنفى والهجنة والذاكرة والترجمة.

هناك رواية قرأتها أعجبتني بشدة للروائي الأفغاني الفرنسي عتيق رحيمي التي كتبها باللغة الفرنسية عنوانها Les porteurs d’eau أي “حاملو الماء” أو “سقاة الماء”، وتتناول صراع رجل هاجر إلى فرنسا، مع ميراث تقاليده الأفغانية. وتلقي الرواية الضوء أيضا على عذابات شخصيات تعيش في أفغانستان تحت حكم طالبان المتعصب والمتعسف تجاه كل من لا يتبعهم. وتتناول حياة النساء الأفغانيات الصعبة في مجتمع طالبان. الحركة التي تظلم النساء وتسلبهن حقوقهن.

أحب الكتب الورقية

إبراهيم عثمونة: هناك كتباً بعينها تُشعرني ان مَن كتبها نفخ الغبار عن أفكار موجودة عندي

أفاد الروائي الليبي إبراهيم عثمونة، أنه ليس قارئا نهما، ويستطرد: أعيب على نفسي أنني ما زلتُ متشبثاً بقراءة الكتب الورقية ولم أرم القراءة الضوئية، زد على ذلك أنني أسرح أثناء القراءة، أحياناً تمر عيني على خمسة أو عشرة أسطر، وأنا ما زلتُ عالقاً بالوراء، فأعود من حيثُ سرحت. وأحياناً أتوقف عند عبارة بعينها وأضع أصبعي وأغلق عليه دفتي الكتاب وأتأمل العبارة، أغوص في فكرتها، أحدق في نقطة بالفراغ، ثم أزفر نفساً عميقاً من داخلي وأعود لأستأنف من حيثُ توقفت.

ونسأله، عن أهم الكتب التي قرأها في 2024، فيقول: أتصور كانت ثلاثة كتب من مذكرات قادة العدو تزامناً مع ما يحصل في منطقتنا، وكان كل كتاب نحو 400 صفحة، لأكتشف بسهولة أن قوة هؤلاء القادة الأعداء (أريل شارون وموشى ديان ومناحم بيغن) ليس كما نتوهم – في بريطانيا وأميركا والغرب، بل قوتهم فيهم وفي نخبهم وفي شارعهم، وأن ضعفنا فينا وفي نخبنا وفي شارعنا، ولكي تكتمل الصورة وتتشكل عندي وجهة نظر أكثر نضج في هذا الموضوع، بحثتُ عن يوميات والدهم الروحي “هرتزل” مؤسس الحركة الصهيونية.

ويضيف إبراهيم عثمونة: “هناك كتباً بعينها كانت تُشعرني كما لو أن مَن كتبها راح ينفخ الغبار عن أفكار موجودة عندي، هي أشياء في داخلي لكنها غير واضحة أو لم أفكر فيها ملياً حتى تتضح، وجاء هذا الكتاب المُبهر أو هذا الكاتب المُبهر كما لو انه يسحبها ويمسح عنها الغبار، فتبدو لي مدهشة وتُشعرني، رغم الفارق الكبير بيني وبين هذا الكاتب العظيم، إلا أن الذي جعله عظيماً هو أنه يهتم بالأشياء المهملة في داخله، وأن الذي جعلني غير عظيم هو أنني لا أهتم بالأشياء المهملة في داخلي”.

عام الروايات

تقول الروائية التونسية رشيدة الشارني، من أهم الروايات التي قرأتها هذا العام “إنيس، حبيبة روحي ” للكاتبة التشيلية الكبيرة إيزابيل اليلندي، نقلها إلى العربية المترجم صالح علماني، وتروي مغامرة المرأة الأولى في الهجرة إلى أمريكا الجنوبية بداية القرن السادس عشر بحثا عن حبيبها، مصطحبة فتاة صغيرة. والمخاطر التي حفّت بحضورهما في وسط حكر على الرجل، وتفاصيل الرحلة منذ خروج السفينة من اسبانيا وعبورها المحيط حتى الوصول إلى الأرض الجديدة، حيث نشبت المعارك الوحشية بين الغزاة الإسبان والهنود. ثمّ تحوّلت إلى اقتتال بين القادمين الجدد أنفسهم من أجل الزعامة والتي أدّت في مرحلة لاحقة إلى تأسيس دول جديدة مثل البيرو والتشيلي. ولم يفت إيزابيل الليندي أن توظّف كعادتها في كلّ عمل روائي أجواء عجائبية تنهل من عوالم السحر والغيبيات. تقع الرواية في 350 صفحة من الحجم الكبير، وهي صادرة عن دار المدى.

من أهمّ القراءات أيضا لهذا العام رواية “مرايا الزمن المتوحّش” للأديب التونسي الدكتور عبد الرزاق السومري التي يعود تاريخ صدورها إلى سنة 2003، ما ميّز هذا العمل هو قدرة الروائي على كسر بنية الرواية التقليدية واستنباط شكل جديد يستفيد من السيرة الذاتية المتعددة الأصوات لتصوير حياة بطل دراماتيكي وملابسات خروجه عن الضوابط في واقع صارم. للأديب “السومري”رواية جديدة مهمة بعنوان”ورقات من تباريح الأيام” بدأت هذه الأيام بقراءتها.
العمل الثالث الذي أخذ مني وقتا طويلا هذا العام هو كتاب “إتحاف أهل الزمان بأخبار ملوك تونس وعهد الأمان” للعلامة التونسي الوزير أحمد ابن أبي الضياف، وهو مجلّد في التاريخ والسياسة استمر تأليفه بكامل أجزائه الخمسة من 1862إلى 1872، وذلك بعد ابتعاد صاحبه عن البلاط، وقد عرض في مستهله مفاهيم في الحكم والقانون ثمّ تناول سيرة ملوك تونس بدءا من حكم المسلمين الأوائل في القرن الثامن ميلادي إلى نهاية القرن 19 وبداية تسرّب شبح الاحتلال الفرنسي. سلك المؤلف في عمله مسلك ابن خلدون في إدماج الموعظة والحكمة والآيات القرآنية والحديث و حتى الشعر في تأمّل الأحداث التاريخية. شكل هذا العمل الضخم مفاجأة كبيرة بالنسبة لي، لم أكن أدري أن تونس قد عانت إلى هذا الحدّ الاضطرابات والحروب والمظالم. هناك حكّام مثل مراد الثالث والغزاة الإسبان الذين احتلوا تونس في القرن السادس عشر فاقوا الحجاج وهولاكو في جبروتهم وعبثهم بالذات البشرية، ما كنت أدري أننا ننام على أرض تعج بالرؤوس المقطوعة والأجساد المقطعة. وأن الزمن كان صعبا على أجدادنا…للأسف لم يستغل السينمائيون هذا الكنز الذي تركه أحمد ابن أبي الضياف.

وتضيف رشيدة الشارني: الكتاب الذي تمنيت أن أكون كاتبته هو رواية “الصخب والعنف” للروائي الأمريكي “وليم فوكنر”، مذهل هذا العمل الذي تناوب فيه ثلاثة إخوة على سرد أحداث محددة، كلّ على طريقته، ومن زاوية نظره، بالإضافة إلى صوت الكاتب في الفصل الأخير. هي قصة عائلة لم ينجح انتماؤها إلى الأرستقراطية ولا ثقافة الوالد المغرم بقراءة الكتب في جعل حياة الأبناء الأربعة سعيدة وآمنة، كانوا مختلفين طباعا وثقافة ومصيرا، فقد واجه كل واحد واقعا قاسيا وخاض تجارب صعبة أدت إلى تصدع العلاقات بينهم وانتحار أحدهم وهو الطالب الجامعي الأكثر لطفا و تفوّقا.ما ميّز الرواية هو الصوت الباكي للأخ الأصغر “بنجي” المعتوه، الذي صوره فوكنر بحساسية عالية، كان يسمع ولكنه غير قادر على الكلام، ذلك النشيج الذي يسمعه القارئ منذ بداية العمل طبع الرواية بموسيقى حزينة، إن الحرفية الكبيرة لدى فوكنر في هذا العمل تتمثّل في قدرته على جعل الصمت صخبا والبكاء سمفونية، هادئة أحيانا، وعنيفة أحيانا أخرى.

أفواه الزمن كتاب استثنائي

يقول المترجم الليبي مأمون الزائدي، لم أقرأ جيدا منذ فترة بسبب ظروف الاستقرار وانشغالي الشديد وضيق الوقت. كما أنا ذاكرتي لا تسعفني في التذكر. لكن من كتب هذا العام: كلستان روضة الورد لسعدي الشيرازي ترجمة محمد الفراتي، عمر المختار الحلقة الأخيرة من الجهاد الوطني تأليف الطاهر الزاوي، فوائت الحياة في مدح حياة لم نعشها. ادم فيليبس وترجمة نشوى كرم الله.

أسماء بقايا الأشياء لابي هلال العسكري تحقيق ماهر الذهبي، محاورة بين أهل الحرف – فخر الدين ابن مكانس المصري – تحقيق امينة جمال الدين، الفردوس المفقود – جون ميلتون ترجمة محمد عناني، الغثاء الاحوى في لم طرائف الفتوى -احمد العرفج، شعراء الفكاهة المعاصرون – مصطفى رجب، اقرأ حاليا حرب الغزالة لعائشة إبراهيم.

وأما الكتاب الذي تمنيت ان أكون كاتبه فالحقيقة صعب الإجابة لأنه وبصدق اعجابي بالكتاب لا يصل إلى هذا المستوى ربما لقصر في طموحي، لكن الكتب التي اعجبتني من حيث موسوعيتها يعني محتواها ثم فنياتها يعني اسلوبها وربما لغتها فهناك عدد من الكتب يحضرني منها أفواه الزمن لادواردو غاليانو. هذا كتاب استثنائي لا اتوقف عن قراءته والعودة له عشرات المرات.

شاهد أيضاً

أندية الدرجة الثالثة تتسلم الدفعة الأولى من الدعم المادي 

  استلمت أندية الدرجة الثالثة، الدفعة الأولى من الدعم المادي الذي خصصته وزارة الرياضة، بقيمة …