تواصـــل
بقلم / محمد الفيتوري
على امتداد الخارطة العربية ,تمتد النزاعات والصراعات والحروب ,هكذا هو حال خير أمة أخرجت للناس يتقاتل العرب فيما بينهم, من أجل أهداف وغايات يدعمها مستعمر الأمس ولا فائدة ترجى من وراؤها إلا الإمعان في الضعف والتشرذم.
«حروب بالوكالة , إسلام بالمقاس, شرق أوسط جديد» مصطلحات تتداول مند سنوات للأسف عربية تنفيذ المخطط المرسوم بكل دقة تحت مسميات وشعارات لم تعد تنطلي على أحد , والواقع هي استبدادية وتطرف وفوضى يدفع ثمنها البسطاء.
نظرة سريعة على حال العرب دون أي ثمن تتضح الصورة جلية وتنكشف الحقيقة بكل أبعادها وتفاصليها المحزنة, فبلاشك بدأت المؤامرة على مستقبل الأمة منذ غرس الكيان الإسرائيلي في فلسطين «وعد بلفور» وزعزعة أمن واستقرار مصر وتدمير قوة العراق وجعله دولة هامشية لاتقوى على مواجهة إسرائيل عسكرياً وهو ماتحقق فعلياً, وهاهو العراق غير قادر حتى على السيادة فوق أرضه.
وجاء الدور على سوريا وتحت شعار الحرية والديمقراطية أصبحت ساحة حرب مفتوحة اختلط فيها الحابل بالنابل كما يقولون ودفع فيها الشعب السوري فواتير أقل مايقال عنها أنها «كارثية».. ملايين قتلت وهجرت ومدن دمرت وأصبحت سوريا التي كانت واقفة على أقدامها مجرد أطلال دولة منهكة وفقيرة وأحوالها لاتسر عدواً ولا صديقاً, الأمر الذي جعل إسرائيل تعلن سيادتها على الجولان المحتل دون حياء أو مواربة أمام مسمع ومرأى من العالم أجمع, وعندما سئل رئيس الحكومة الإسرائلية «النتن ياهو» عن مبرارات اتخاذ مثل هذه الخطوة قال بكل صلف :” لم تعد هناك دولة اسمها سوريا» ,ربما ذهبت سوريا تبحث عن الحرية والديمقراطية وتاهت في دروبها ولم ترجع تاركة إسرائيل ليس الجولان فحسب, بل كل سوريا لقمة سائغة!!
تم تحولت الأخوة بين الخليج واليمن إلى عداوة مستحكمة وبدل أن تقدم المساعدات للشعب اليمني الفقير , أضحى اليمن غير سعيد بفعل ماتقترفه الأيدي للأسف العربية من انتهاكات وجرائم تحت شعار مساعدة الشرعية على توطيد أركان حكمها في هذا البلد الذى هو أحوج مايكون ليد العون والمساعدة وليس للدك بالمدافع والصواريخ والطائرات, الأمر الذى أفسح المجال لأطراف دولية أخرى تريد تصفية حساباتها مع أطراف أخرى من خلال الحرب الدائرة في اليمن والتي هى في الأساس حرب عربية عربية وتموّل بمال النفط العربى الذي بالفعل أصبح نقمة على الشعوب العربية وليس نعمة.
ثم نأتي إلى مشهدنا المحلى الذي لم يكن يتصور تفاصيله أكبر المتشائمين حروب وصراعات ونهب وسرقة وأحوال بائسة وتدمير ممنهج لدولة كانت رغم جملة من السلبيات والنقائص حاضرة بكل قوة على الخاطة الدولية وتلاشت منها لأسباب لم تعد خافية على احد.
وفي تونس التي انطلقت منها شرارة المرحلة الخطيرة أواخر العام 2010, فأحوالها وإن كانت أقل سوءاً نتيجة لعدم انتشار السلاح خلال مؤسسات الدولة إلا أن الأوضاع الاقتصادية ساءت ولم تعد الحياة سهلة مثل قبل علاوة على حالة عدم الاستقرار الأمنى وتسيير شؤون الدولة بقوانين الطوارىء سنوات طويلة , أما السودان والجزائر وإن لحقا بركب انهيار الأنظمة السياسية التى شهدتها الدول العربية الأخرى قبلها , إلا أنه اعتبرتا من الواقع بامتياز وفهم أهله المخطط الاستعماري الذي رسم لأمة العرب التي قال عنها الله :” كنتم خير امة اخرجت للناس».