بوضــــوح
بقلم / المحرر
بعد عام، بعد عامين، بعد عشرة أعوام، لابد أن تكون ليبيا دولة ديمقراطية، ولابد أن يكون للرأي العام وزنه في صناعة القرار الليبي.
نعم بعد عام، بعد عامين، بعد عشرة أعوام، ستكون الخيرة فيما اختاره الصندوق، الذي يكافئ من يكافيه، ويجازي من يجازيه.
اليوم ثلاثة آلاف قتيل وأكثر من سبعة الاف جريح، وأزيد من 25 ألف عائلة نازحة.
اليوم أكثر من خمسة عشر ألف وحدة سكنية تهدمت بالكامل، وربع مليون طالب بدون تعليم، وبنية تحتية مهدمة.
اليوم نسيج اجتماعي، ووئام مجتمعي، قد تشظى .
إنها ليست مجرد أرقام، بل إنها نكبة وطنية بامتياز، ولم تسجل في تاريخ ليبيا هذه الأرقام الكارثية، منذ الاحتلال الإيطالي في بداية القرن الماضي.
والليبيون الذين يمكن لهم أن يتسامحوا ، ويمكن أن يتغاضوا عما سلف، ولكن لن ينسوا دمهم، ولن يشطبوا من ذاكرتهم شبابهم الذي فقدوه في حرب بلا عقل، وبلا ضمير، وبلا بوصلة .
دول كان يفترض أن تكون عنصر تهدئة لليبيا، وعنصر استقرار لليبيا، ولكنها قدمت الحطب، والبنزين، ونفخت في النار.
دول تتكلم على الحل السياسي في النهار، وتتكلم عن ضرورة العودة للحوار، ولكنها في الحقيقة تدعم الحل العسكري، وتكسر كل طاولات الحوار في الظلام
ألم نكن قاب اسبوعين أو أدنى من مصالحة ليبية – ليبية، منتظرة بالنسبة لليبيين؟
ألم نضع كل بيضنا في غدامس للخروج بليبيا من النفق الطويل؟
كيف وجدنا أنفسنا في حرب أخرى، ودمار آخر، وجنون نتمنى أن يكون أخيرا ؟
ولكن ستظل ذاكرة الناس أقوى.