منصة الصباح

رُوحُ مَعَارِضِ الْكِتَابِ

باختصار

تُعد معارض الكتاب إحدى أبرز الفعاليات الثقافية التي تسهم في نشر المعرفة وتعزيز الوعي الثقافي في المجتمعات، إذ إنها ليست مجرد مناسبات لعرض الكتب وبيعها، بل فضاءات حية تجمع بين الكُتاب والناشرين والقراء والمهتمين بالثقافة في بيئة واحدة.
كما توفر هذه المعارض أيضًا فرصة فريدة للتواصل المباشر بين المبدعين والمثقفين والجمهور، الأمر الذي يعزز قيمًا محفزة ومشجعة ومنشطة للحراك الثقافي في البلاد.
تُسهم معارض الكتاب كذلك، في تنمية حب القراءة والاطلاع لدى الجمهور، حيث تعرض مجموعة متنوعة من الكتب والإصدارات التي تغطي مختلف المجالات الأدبية والفكرية والعلمية. كما أنها تتيح للجمهور فرصة الوصول إلى أعمال كُتّاب مميزين من مختلف أنحاء العالم، وتوفر نافذة للتعرف على إصدارات جديدة قد لا تكون متاحة في المكتبات المحلية بشكل دائم، وهي بذلك تؤدي دورًا مهمًا في إثراء المكتبة الثقافية لقرائها وللمجتمع أيضًا.
لكن الأهمية الحقيقية لتنظيم معارض الكتاب تتجاوز مجرد عرض الكتب وبيعها، حيث تتضح جليًا أهمية الأنشطة المصاحبة للمعارض مثل المناشط الثقافية والحوارية وحلقات النقاش والمحاضرات، فهذه الأنشطة تضفي بعدًا تفاعليًا من نوع خاص، وتجعل من المعرض تجربة متكاملة تجمع بين القراءة والمشاركة الفكرية.
فالندوات والجلسات الحوارية التي تُنظم على هامش المعارض تتيح للجمهور فرصة الاستماع إلى متخصصين وخبراء ومبدعين يناقشون موضوعات فكرية وأدبية وتاريخية وإعلامية متنوعة، مما يعزز من فهمهم لتلك الموضوعات، ويمنحهم نظرة أعمق وأشمل على ما هو مطروح.
أما ورش العمل والدورات التدريبية التي تُنظم في أروقة المعارض، فهي تؤدي دورًا تعليميًا وتدريبيًا مهمًا، حيث تقدم فرصًا لتطوير المهارات في مجالات متعددة. هذه الورش تُمكّن المشاركين من الاستفادة العملية واكتساب مهارات جديدة، مما يساهم في خلق جيل جديد من المبدعين والمهتمين بالثقافة.
لهذا، فإن هذه المناشط تعمل -دون شك- على تعزيز روح الحوار والتواصل بين مختلف فئات المجتمع، مما يساهم في بناء بيئة ثقافية تفاعلية حية تقوم على التفاعل الفكري والتعاون الإبداعي.
حتى إنني أجزم أن روح معارض الكتاب تكمن في هذه المناشط التي تضفي عليه طابعًا تفاعليًا وتعليميًا، وتسهم في نشر الثقافة بشكل أعمق وأكثر شمولية. فالمعارض ليست مجرد مساحات مغطاة لعرض الكتب، بل هي محاضن للإبداع والتفاعل الثقافي الذي يعود بالفائدة على الجميع، سواء المثقفين أو الجمهور.

د. علي عاشور

شاهد أيضاً

قراءة شعرية لمأمون الزايدي في ستوكهولم للكتاب العربي

يشهد معرض ستوكهولم للكتاب العربي بالسويد ضمن دورته الرابعة المقامة من 25 أكتوبر حتى 27 …