عرض / عبد الحكيم كشاد
الميراث الثقيل..
عشرون عاما تائها في جلباب جدي !
الميــزان الســلطوي الراجحــة كفتــه إلــى اليميــن المتطـر ً ف بدايـة ّ قادنـي مـن أذنـي ّ وعينـي معصوبتيـن إلـى الجحيــم الصهيونــي . هكــذا كان جــدي ّ يقطــر فــي فمــي عناقيــد غضبــه فأســكرتني ..
كروم العنب المسروقة !
البحث عن دولة إسرائيل في الخريطة .. الصقور تأكل قلوب العصافير “!يقــول جلعــاد : آمنــت فــي البدايــة بالعــرق اليهــودي، نظرتنـا الشـوفينية هـذه، جعلتنـا لا نـرى غيرنـا علـى أرض هـي هبـة الله لشـعب مختـار عـاش بالـذات فـي ظـن جيـل مـا بعـد انتصـار الأيـام السـتة.. فـي اليـوم السـابع اسـتراح الـرب ليهـب كنـوزه الأبديـة ! .
حين تصبح الموسيقى عالما بديلا الموسيقى أنقذت روحي!
نســبيا كشــفت موســيقى ”الجــاز“ التــي اســتهوتني مبكــرا .. عوالـم حـرر َ ت روحـي وأبعـدت الع ّ صابـة عن عينـي ،وإذا بهـا بديـل الحمـاس العسـكري الـذي ألهـب روحـي منـذ أن تماهـى فـي سـماوات أخـرى عبـر فضـاء الملكـوت.
صـار مــن عائلتــي ذلــك المــدى الــذي ترحــل فيــه الأنغــام علــى صابــع العــزف الجميــل . الموســيقى تضــم كل البدائــل وأي شـيء لا يكـون بديـلا عنهـا ..لـم يكـن نفاقـا فـي قلبـي لاد عـي أنـي محـب للسـلام أو أن الفلسـطينيين يعنـون لـي شـيئا )لـم تكـن السياسـة ولا لأخـلاق همـا مـا يحركنـي(، لكـن رغـم اكتشـافي أن بنـي جلدتـي يكذبـون وأنهـم معنيـون بالحـرب التـي يخوضونهـا ضــد العــرب زاد ضجــري ممــا كنــت أؤمن…وحلمــي َ القديــم فــي التحليــق بجناحـي ّ طائــرة مقاتلــة تحــول إلــى ســـفر فـــي نغــــم يمــلأ قـلـــبي بالســـلام! .
“أنصــار” يخــرس لســاني .التغريــد خــارج الســرب!
فــي لبنــان ســقط القنــاع عــن وجهـي اليوسـفي ، تمـرغ فـي وحـل معتقــل ” أنصــار“ وعلــى مــرأى مــن الفلســطينيين عــدت أقلب الادوار معتقـل هنـا ومعتقـل هنـاك مـا الفـرق بيـن الضحيـة والجـلا د ؟! هــل أفلــح ”هتلــر“ فــي أن يكــون صانــع قاهريــن مــن مقهوريــن ؟! إذن يهوديتي عبر كل الجنسـيات لا تفنى ولا تسـتحدث، ُ ربانيــا اكتســبت ، وســتظل حســب قــول ”وايزمــن“ عرقــا أبديـا ! ..إن ما فعله النازي تبرير لهذا الجواب بالذات بعد أن أزيــل ”الجيتــو“ بمئتيــن ســنة تقريبــا مــرة أخــرى الفئـران فـي الجحـر .. المصيـدة.. هـذه المـرة المعتقـل بديــل ٌ وتدبيــر ٌّ جنونــي رافــق اليهــود فــي ”الجيتــو“ وهــم ّ يتلصصــون مــن ثقــب البــاب.
عولمة القبيلة .. القبيلة التي تطغى !
هكـذا تأخـذ القبيلـة مداهـا الأوسـع تأثيـرا ويرجـع لصالحهــا كلمــا زاد تفرعهــا فــي العمــل، ومــن هنــا يأتــي امتدادهـا الأفقـي كحجـر ألقـى فـي مـاء تتسـع دوائـره، أمـاارتفاعهـا العمـودي فهـو تجذيـر لأقنـوم القبيلـة الضـارب فـي عمقهـا، ويظـل امتـداد ”الفئـة الثالثـة“”المسـاعدون” فـي الخـارج أذرعـا واقيـة لذلـك العمـق بالـذات، فهـل هـم يخونـون شـعوبهم التـي ينتمـون إليهـم بالمواطنـة ؟! ّ الحجـم الـذي يتسـع للقبيلـة يجعـل مـن فمهـا الشـهواني َشـرها .. إللقـاء الطعـوم فـي كل أمكنـة العالـم ، والإجهـاز علـى الفريسـة ، يجعـل مـن هـذا الفعـل غايتـه قيامـة كيـان بشـتى السـبل وهـو مـا يبـرر الوسـيلة .
يجـب أن تكـون َ كل الـدول منظومـة ٍ عمـل متكاملـة فـي خدمـة القبيلـة العالميـة التـي لا تـرى ذاتهـا إلا بمـوازاة ”الغوييـم“ السـائبة أمـا أولئـك المسـاعدون فهـذا بعـض كشـف حسـاباتهم . الانكماش الائتماني وخدعة شعب ما أعطي باليمين أخذ باليسار !
المــال الدائــر.. الســراب الــذي يظنــه الظمــآن مــاء!
ّ كيــف حــدث ذلــك ؟ إن ضــخ القــروض فــي آليــة اقتصــاد يمنــح لوقــت مــا إنعاشــا داخليــا كاذبــا، تصريـف أقنيـة لمـا يفتعـل فـي قـارة أخـرى علـى بلـد عربــي قتــلاه تجــاوز المليــون، ولا يفضــي إلــى وفــرة أبــدا. ثمــة تعميــة كرمــي حجــر فــي الطــرف الآخــر مــن الطريــق، ليتــم عبــور آمــن ؛ فالقــروض التــي أعطيــت باليميــن عجــز أصحابهــا علــى إرجاعهــا ولم تكف كل المدخرات !.
اللعبـة القديمـة ذلـك الشـيطان المتمثـل فـي رهـن تتراكـم حولـه الفوائـد، أذرعـه الخبيثـة، لوقـوع ذلـك اللسـان وهـو يتلمـظ فـي المصيـدة !
كمـا حـدث للهمـج هنـود القـارة الجديـدة يومهـا وأمثـال ”كورتـز“ يهـدرون بتعاليم المسـيح ويهـدون الأرواح الضالة الخارجيـن عـن آدميـة البشـر مسـيحية العالـم المتحضـر! .اليـوم باسـم العالـم الحـر يجلبـون الحريـة والديمقراطيـة للهمجييــن الجــدد، ذات النغمــة القديمــة تعــزف بنوتــة تغيـر أسـماءها. “غرينسـبان” و” ولفويتـس”عرابـا اللعبـة الجديـدة ذراعـا المـال والسياسـة جعـلا مـن كارثـة الحـرب أمـرا ممكنـا ..وداخـل عبـاءة عـراق زاد سـواده تـم تضي ّ يـق المنافـذ.. هـذه المـرة يقـع تلمـظ لسان السلطة في المصيدة ! .
الهوية التي عليها أن تعي وجودها في الهامش…استمرار الهامش استمرار وجود الهوية
تقتـات الجـروح مـن آلامهـا فمتـى كفـت بطلـت أن تكـون جروحـا، والجـرح الصهيونـي لا يفتـأ ينفتـح ويقتـات علـى ثنائيــات متعــددة الوجــوه الديسابورا(الشــتات)وأرض الميعـاد – اليهـودي والغوييـم – الهامـش والمركـز – فـأي ّ تباعــد بينهمــا يشــكل خطــر الهويــة القائــم ويبنــى الديالكتيـك علـى افتـراض هـذه الثنائيـات لتسـتمر هويـة الوجــود الــذي ينكفــئ إلــى الــذات ولا يتماهــى فــي أي شـكل سـوى أن يكـون زهـرة نرجـس تعشـق صورتهـا فـي البحيــرة ! .
معاداة السامية نبتة ضارة في محيط معاد.
مـاذا يمكـن أن يخَّمـن وراء ذلـك إلا التميـز المفـروض بشـرط التواجـد المخالـف الـذي يبنـي وجـوده مـع كل تلـك الثنائيـات. إن فكـرة معـاداة السـامية هـي قيـام أسـطورة الاضطهـاد الـذي تُو َج ”بالهولوكسـت“ وهـو يبنـي جـدران الكـره الصلـب فـي مواجهـة الآخـر المعـزول إلا مـن نوايـاه وأن كانـت حسـنة ! إن مقايضــة العالــم تبــدأ بهــذا الشــكل وتنتهــي بــدق إســفين بيــن اثنيــن فــي أحاديــة لا تخــرج عــن صفرهــا شــمالا، الصفــر الميــت المســتفيد الصفــر الحــي الــذي يعـد بمثابـة الرقـم الثالـث بيـن كل اثنيـن ليـس لـه صـورة ُ علــى كل الصعــد لكنــه منشــار يــأكل فــيالاتجاهيــن !