منصة الصباح

الشاعرة “نعيمة الزنّي القطعاني”.. أسباب غيابي: لا تصلني دعوات

الصباح/ حنان علي كابو

ما بين أراك تهطلُ في القلب، ولايهتف الا باسمك.. خمسة عشر عامًا، قضتها نعيمة في محراب الشعر، تكتب بنزف وبشساعة التفرد، وتغيب كثيرًا في طيات الأيام، تمارس أدوراها بانتظام، ويحرقها الغياب، الذي ترى طيفه في كل موطىء..

“نعيمة الزنّي” من شعراء التسعينيون، أحدثت بتجربتها الشعرية بصمة جميلة، بدأت تحديدًا في عام “1989م”.
تقول: “ينسابُ قلمي، فأجد نفسهي أسبح في فضاءاته”..

جعلتها حياتها الاستثنائية تغوص في غياهب الكتابة وروحها، لعلها تمنحها بعضا من سكينة ومواساة:- “حياتي الاستثنائية من معاناة شخصية، حركت كل هذا الراكد”..

تطل الأم بحضورها الدافيء في نص نعيمة، بقوة تستحضرها، وتستجدي بعضاً من طيفٍ غاب، لعله يمنحها بعضاً من دفء…
“..أمي أين تغيبين..

وهل يواري التراب شذى الزهرة ؟

من سيدفيء ليلي الطويل….؟”..

ولهُ تخطُّ نصها، تستدعي صوتاً في مخيلة الذكرى والروح، وتوثقه لآخر العمر..
“لصوتك…

أوطانٌ تعرف

كيف تستضيف خُطاي الشاردة

وكيف تكمل الأمنيات

فوق شفاهي

وكيف تلملم جنوني

وأنت تبعثر على سفوح العمر

أتعس الأحلام ….!”..

كثيرة الغياب، قليلة الحضور، رغم نصها الشعري الجميل..

سألتها:- لماذا هذا الغياب؟..

أجابت:- “لاتصلني دعواتٌ للمشاركة في الأمسيات، رغم أني من شعراء التسعينيون ولكن ….”…

تلتحفُ نعيمة الصمت، وهي من ألجمها الفقد كثيراً، وتجلّدت به مراراً، تغوصُ في ذكرياتها، لعمر مرَّ على أعتاب الانتظار..

“نعيمة عمر سعيد القطعاني/نعيمة الزني سابقًا”..

ماجستير إدارة أعمال..

صدر لها “أراك تهطل في القلب”،
و”لا يهتف الا باسمك”..

لديها مجموعة دواوين شعرية “مخطوطات”..

الكاتب القاص حسين نصيف

كتب عنها الكاتب “حسين نصيب“:-

نعيمة ولايهتف الا باسمك

“أهدتني الشاعرة والقاصة/ نعيمة عمر القطعاني، بطلة روايتي الأمس المفقود، ديوانها الثاني “لايهتف الا باسمك”، الصادر عن شركة “أسيل للطباعة والاعلان”، بعد ديوانها الأول “أراك تهطلُ في القلب”، الذي صدر عام 2006..

يحتوي الديوان الثاني على أربع وعشرين قصيدة، ومقدّمة للشاعرة ”حواء القمودي”..

أهدت الشاعرة ديوانها الثاني هذا إلى روح أبيها، الذي لم تعرفه..

نعيمة التي ولدت في مدينة الياسمين، وجاءت إلى مدينة طبرق، تبحث عن هويتها، ولكنها فقدت زوجها برحيله المبكر، وتركت منزلها هناك شامخاً، لم يقترب منه إعصار دانيال..

تقول في مقطعٍ من قصائدها:

“مهجورة
كشارع يغطيه الضباب
في ليلة شتوية باردة
الغربة والنهايات الشاردة”..

قصائد هذا الديوان كُتبت في أعوام 2016 و 2017، وتشعر بأن فيها تنبؤات بما حدث للشاعرة سنة 2024، من حزنٍ وشجن وغربة وأسى، وهي وسط مدينتها وأهلها..

الاديبة الشاعرة “حواء القمودي”

أما الاديبة الشاعرة “حواء القمودي“، فكتبت أيضاً:-

“الشاعرة …. التي تبحث عن هوية …؟!

هي أنت يا “نعيمة عمر القطعاني”، التي قطعتِ مسيرة عمر من الخوف والوحشة، لكنها أيضا “نعيمة عبد الله الزني”، التي عاشت عمرًا من الدفء والحنان والرعاية.. ها أنتِ في ديوانك الثاني، وبعد خمسة عشر عاماً، وعامٌ يتلوها، منذ صدور ديوانك الأول عام 2006..

ها أنتِ منذ عنوان ديوانك الأول “أراكَ تهطل في القلب”، وإلى عنوان ديوانك الثاني “لا يهتفُ إلَّا باسمكَ”، تؤكدين أن الحب هو الخلاص، أنه سفينة النجاة، ويقين الغريبة بالوطن،

تنثرين المحبة، وتهتفين للعشق، وتعانقي رغبة الأنثى للحب والحياة،

وبين مدينة كانت مسقط رأسك ونشأتك هي درنة، ومدينة هي منبتك، لأنها مدينة أبيك، الذي زرع النطفة وارتحل قبل حتى أن يعرف أنكِ تخلقتِ في رحم أمك..

وها أنتِ تتشظّين الآن بين مدينتين، ولكن درنة تظل العطرشان، الذي صبّت شجرته خُلاصتها في روحك، وفاحت في قلبك، وكنتِ ابنتها الوفية:

لومضات ربيعك،
حين ينبض في قلبك،
زهر النارنج،
ويزدهر الياسمين
ويفوح شذى العطرشان..
وتظل أمك عالية، نشيدًا للأم يصدح مدى الدهر..
ها أنتِ طفلة تتساءل بحرقة:
أمّي
أين تغيبين،
وهل يواري الترابُ شذى الزهرة.!؟
من يُدثّر طفولتي..؟
ويُشعل ذاكرتي
(بغناوي العلم)
ذات الشجون؟
وكيف أنام
في أرجوحة الشتاء
وحدي .؟..

ومثل فرسٍ جموح، تركض الشاعرة عبر فضاء قصائدها، تصهل حنينا للأب الغائب عن عينيها، الساكن روحها، وتخبُّ اشتياقاً لذاك الحبيب، وتصدح بالحب الذي يؤجج الكلمات، ويُطلق شرارته في الجُمل..
أحبُّ ضياعي فيك
وقوة انصهاري
وشهوة
ارتشاف
الكابتشينو
وهذا الصباح
الذي يُشْبِهُك…

إذن، لنفتح أبوابَ قلوبنا ونقرأ الشاعرة، هذه التي يقين المحبة يورق في قلبها، فتسكب حرارة اللهفة قصائد تشتعل، فتُضيء ليل الغياب بقناديل الرغبة..

لوحة الغلاف للفنانة التشكيلية “سعاد.الشويهدي”..

شاهد أيضاً

الثروة البحرية تؤكد التزامها بدعم جهود تنمية مصائد الأسماك

أكد وزارة الثروة البحرية التزامها الكامل بدعم جهود التنمية المستدامة لمصائد الأسماك وحماية مواردنا البحرية …