منصة الصباح

مشاكسات        

أي حق عودة..؟!..  تصفية حسابات

بقلم : سليم يونس

“إنها محاولة للإضاءة على الأحداث من زوايا أخرى، بقراءة تستهدف استنطاق الأقوال والتصرفات بما لا يفصح عنه ظاهرها، من خلال مشاكسة الظاهر من اللغة، بتفكيك محتواها عبر طرح الأسئلة المخالفة  التي ربما  لا ترضي الكثيرين، كونها تفتح نافذة للتفكير ربما المفارق .. ولكنه الضروري، من أجل أن نعيد لفضيلة  السؤال والتفكير قيمته.. أليست مشاكسة”.

أي حق عودة..؟!

قال وزير السياحة التونسي، روني الطرابلسي، إن 90% من الحجيج اليهود القادمين من إسرائيل هم من أصول تونسية، ولهم الحق في العودة إلى بلدهم والحصول على جوازات سفر لتسهيل دخولهم”.

مشاكسة… ابتداء ما هو توصيفك للوجود اليهودي في فلسطين ياسيد روني؟ ثم ما هو مفهوم العودة  لديك؟ ألم يكن التحاق معتنقي الدين اليهودي بالمشروع الصهيوني في فلسطين، كان انتصارا لأيديولوجية عنصرية عدوانية استهدفت شعب بكامله مورست عن وعي كخيار ديني؟ ثم كيف يمكن أن نكيف مشاركتهم في كل الحروب التي شنها الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني طوال هذه السنين؟ وإذا كنت تتبني حق  يهود تونس في العودة، والمواطنة الكاملة؟ هل تقبل بأن ينطبق هذا الحق على الفلسطينيين وهو الحق الذي صدر به قرار من الأمم المتحدة،  غداة احتلال أرضهم بتواطؤ استعماري غربي مع الحركة الصهيونية عام 1948؟ ثم ماذا كان يعمل هؤلاء في فلسطين المحتلة؟ ولماذا  ارتضوا أن يكونوا محتلين وغاصبين لأرض الغير؟ ثم ألم يكونوا على مدار العقود الماضية جزءا من الوجود الاستيطاني للكيان الصهيوني وبنيته السياسية والأمنية والعسكرية، ومن مشروعه العدواني على الأقل على الشعب الفلسطيني؟ ثم من قال إن جزءا من هؤلاء اليهود التونسيين، لم يشارك في محارق غزة ولبنان وسوريا وحتى العدوان على تونس؟  ثم لماذا لم يربط الوزير التونسي عودة   يهود  تونس بشرط تطهُر هؤلاء من الأيديولوجية الصهيونية والتطرف اليهودي الذي يمارس عدوانا يوميا على المسجد الأقصى  ويسلب الأرض من أصحابها؟ ثم ألا تعبر الجنسية عن ولاء أصحابها لوطن، فلمن سيكون ولاء يهود تونس عندئذ؟

تصفية حسابات

“قام متظاهرون مناهضون للحكومة العراقية يوم الأربعاء الماضي بإضرام النار في القنصلية الإيرانية في النجف جنوبي العراق للمرة الثانية”.

مشاكسة…لماذا يستهدف المتظاهرون الذين يفترض أنهم سلميون القنصلية الإيرانية، وفي مدينة النجف الأشرف المقدسة لدى الشيعة؟ هل هي رسالة ولمن؟ ولماذا يستهدف  العنف المدن الشيعية دون غيرها؟ أليست مظاهر الفساد وتردي الأوضاع المعيشية منتشرة في كل العراق دون استثناء مدينة أو منطقة؟ ثم هل هي إيران فقط التي لها نفوذها في العراق؟ وماذا عن الوجود والنفوذ السعودي ووجود الاحتلال الأمريكي بقواته وتدخله المكشوف في السياسة العراقية؟ ولماذا لم تستهدف مصالح هذه الدول ولو لمرة واحدة ذرا للرماد في العيون؟ لكن ألا يعتبر الكثير من العراقيين أن هناك وصاية إيرانية على العراق؟ وأن هناك من فاض به الكيل من هذا التدخل الإيراني  فلجأ إلى أقصر الطرق وهو العنف؟ لكن لماذا لا يكون الهدف من استهداف القنصلية الإيرانية هو تصفية حسابات أطراف خارجية مع إيران بأدوات عراقية؟

 

شاهد أيضاً

هذا زمن الرواية والشعر جنس أقلية “لهذا نكتب الروايات” كتاب يضم ستة حوارات وعشر شهادات لروائيين إسبان

خلود الفلاح   الشهادات والحوارات بمثابة الكشف عن الجانب الخبيء من حياة الكاتب وعلاقته بالعالم …