بالرغم من الظروف القاهرة التي تمر بها كرتنا المحلية ، التي أجبرت كل الأندية للدخول في بيات شتوي وصيفي دائم منذ أكثر من عامين فإن هناك أيضا ً عوامل أخرى ساهمت في تدنيها وأكثر أزعاجا ً للشارع الرياضي وحتى الرياضيين أهمها العقلية التي تدير الشأن الرياضي وعدم قدرتها على وضع أسس وثوابت يمكن أن تكون نقطة إنطلاق حقيقية للعبة..!!
نظم وأسس تحدد العلاقة بين المكتب التنفيذي لاتحاد الكرة وجهة الإشراف المتمثلة في هيئة الرياضة والأندية الرياضية وفق ضوابط قانونية تبين مهام واختصاصات كل منها ، بدل لعبة شد الحبل، ومحاولات كسر العظم ، التي تمارسها الأندية على الاتحاد والعكس ، والتي لن يكون ضحيتها إلا اللاعبين والجماهير الرياضية التي تتابع وتعشق اللعبة ،وأن يكون لها دوري مثل بقية بلدان العالم.
وهذا ليس صعبا ً أو مستحيلا ً إذا ما اعتمدنا الصدق والشفافية والمكاشفة ، وابتعدنا عن التعصب والأنانية والمجاملات التي عصفت بكل ما هو جميل في كرتنا الوطنية!!
ومن خلال تدارك الأخطاء السابقة ومحاولة علاجها ، وبأن يدرك الجميع أنه لا أحد وصينا على كرة القدم الليبية سواء في الأندية أو المنتخبات لذلك فإننا نعتقد أن الوقت قد حان لكي تبادر الهيئة العامة للرياضة ،
بعقد مؤتمر رياضي موسع يجمع كل الأطياف المتداخلة في الشأن الرياضي يؤسس لانطلاقة صحيحة وسليمة لكرة القدم الليبية تطرح فيه كل القضايا بكل شفافية وتحدد وتسن فيه القوانين واللوائح المنظمة للمسابقات تكون دستورا دائما ملزم للجميع دون استثناء ..
هذا إذا اردنا التطوير واللحاق بركب من سبقونا ، أما الحلول الآنية الملفقة فهي إهدار للوقت والجهد، وتبذير للمال العام لن يثمر جديدا وستظل ” دار لقمان على حالها” فالدعم الذي تقدمه هيئة الرياضة للأندية وفي ظل عدم المتابعة والرقابة يظل عبثا لأنه لن يصرف في مساراته الصحيحة ..
وكان من الأفضل أن توجه هذه الأموال لإقامة الملاعب والصالات الرياضية في كل المدن الليبية ، وهي المهمة الأساسية لهيئة الرياضة، وهي ليست ملزمة بدعم الأندية.
ولكم تحياتي ….