عبد الرزاق الداهش
في كل مرة يتم تحويل الليبيين إلى رهائن كما لو أنهم ركاب في طائرة مخطوفة.
فمن يسد في وجوههم الطريق، أو يغلق عليهم الماء، أو المدرسة، أو يقفل صنبور النفط.
والسبب زيادة مرتب، أو البقاء في منصب أو حتى اداء فريضة الحج، لمن استطاع، أو قفل له سبيل.
من اصغر عسكري ينتسب إلى حرس المنشآت النفطية، إلى غفير معمل، إلى محافظ مصرف ليبيا المركزي.
هذا الالتهاب الابتزازي بدأ معنا منذ أن طبطبت حكومة الكيب على ظهر ثلاثة شباب، أغلقوا طريق عام برشاشتين، وكوم تراب.
وتحول هذا السلوك من حالات فردية إلى ثقافة ابتزاز صارت تتكرس كل يوم.
وبدل الدولة الديمقراطية هبطنا على رانويه دولة الابزازقراطية..
ونزل سقف الطموح لدى الليبي إلى مستوى (خبر عاجل) عن إحالة المرتبات من إدارة الميزانية إلى مصرف ليبيا.
هذا الليبي البسيط لا يريد طريقا في البحر، فقط طريقا غير مغلق، وكهرباء لا تنقطع وبنزين متوفرة في محطة الوقود.
ويريد سحب مرتبه بدون منغصات، أما إن يكون الصديق الكبير، أو فهد بلان في مصرف ليبيا، فهذا لا يعنيه، كما لا يهمه من يجيء، أو من ينصرف.
للأسف (كل من يريد، أو من لا يريد)، يمكن أن يستعمل مصالح الناس وحتى حياتهم كدروع بشرية، ومنطق (أنا أو لا احد).
أليس من حق هذا الإنسان الليبي أن يفكر في دولة الرفاهية، وليس دولة الابتزاز؟
أليس من حق هذا الإنسان الليبي أن يفكر في جودة التعليم، والصحة، والشأن العام عموما، وليس حياة البهدلة.
ألا يستحق هذا المواطن الليبي ما هو افضل من إلقاء في حالة رهينة تحت الطلب؟