منصة الصباح

قرأت لك أسرار تونسية .. رواية واقعية وسرد متقن

كتب أحمد المديني في البونة تقرأ

اهتدت الروائية الفرنسية (Marie Nimier) إلى فكرة استثنائية وجسّدتها في كتاب حديث الصدور: “Confidences Tunisiennes” (غاليمار 2024) أو بالعربية “أسرار تونسية”. بعد أن خفّ الوباء، سافرت الروائية نيمييه إلى تونس، حيث رتّبت لها صديقتها ظروف إقامتها، وهنا أطلقت مشروعها، بدأت بالإعلان في الصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي عن استعدادها لتلقِّي فيض خاطر وحكايات الناس، ثم انتبذت لها ركناً وطاولة في مقهى قبالة السوق المركزي للعاصمة، أصبح مقرها، تستقبل فيه الراغبين في الإدلاء بشهادات عن حياتهم وهموم تشغلهم. لتصنع من هموم التونسيين مادةً أدبية.

حين تُنهي قراءة “أسرار تونسية” تشعر أنك أنهيت رواية واقعية جدًا، بشخصيات تقدّم نفسها وأزماتها ببوحها الشخصي على نسق الحكاية، بسرد متقن هو الإبرة التي حاكت بها الكاتبة ما سمعته من بوح واعترافات، وعندئذ فإننا لا بدّ أن نسلِّم لها بإبداعية النوع الذي تصوغ والموقع الذي اختارت أن توجد فيه، ارتقت به من (الكاتب العمومي) الوسيط الذي ينقل كلام الناس عاريًا، من كان المصريون يسمّونه (العرضحالجي) إلى من ينفّذ فعلًا هذه المهمّة، ولكن بأدوات أسلوبية وبصنعة حكائية مغرية، وباستبطان لشخصية الراوي ليرتقي سلّم الأدب، وهذا ما نعنيه بالتركيب. إن أضفنا اختيار الكاتبة لقضايا حساسة وشائكة، فإنها تعتنق دور الالتزام والرسالة.

شاهد أيضاً

بدء توزيع شحنات تطعيم الانفلونزا الموسمية بالمنطقة الجنوبية

بدأ المركز الوطني لمكافحة الأمراض توزيع شحنات تطعيم الإنفلونزا الموسمية بالمنطقة الجنوبية استعدادًا لحملة وطنية …