منصة الصباح

بين غدامس وبرلين

بقلم / عبد الرزاق الداهش

في الأســـابيع الأولى مـــن الحرب على طرابلس، ظهـــرت حقيقـــة مهمـــة، لأطـــراف دوليـــة فاعلة، وهـــي أن فاتورة الحـــل العســـكري مكلفة جدا.

ومـــع الأســـابيع مـــن الحـــرب علـــى طرابلـــس، ظهـــرت حقيقـــة أهـــم، لهـــذه الأطـــراف الدولية،  وهـــي أن الحـــل العســـكري في ليبيا غيـــر ممكن.

الأمم المتحـــدة وعبر بعثتهـــا في ليبيا كانت تدير الحل السياســـي، أو هكذا تصورنـــا أنها الحاضن للملـــف الليبـــي، ولكـــن مـــع أول رصاصـــة علـــى طرابلس، صارت المؤسســـة الأمميـــة خارج اللعبة.

وكان مشـــهد فتـــح النـــار علـــى العاصمـــة، قبل أن يفتـــح ســـكرتير الأمم المتحـــدة بـــاب طائرتـــه للمغـــادرة، أفضـــل تعبيـــر لأســـوأ موقف.

نعـــم نعـــرف أن الملف الليبي ليـــس ملكية ليبية، واكتشـــفنا حقيقة أنه ليس ملكيـــة أممية، أيضا.

اليـــوم نتكلـــم عـــن ثمانية أشـــهر مـــن الحرب، نتكلـــم عـــن آلاف ماتوا، وآلاف آخريـــن قد يكونوا مشـــاريع موتى.

اليـــوم نتكلـــم عـــن رقـــم هائـــل، أكثر من ســـتة آلاف جريـــح وقـــد يتخطـــى الرقم العشـــرة آلاف، هـــذا غيـــر 25 ألف عائلـــة وأكثر في حالـــة نزوح.

هـــذا المشـــهد يشـــي بحقيقـــة، أنـــه لا يهم من يمـــوت من الليبـــيين، مادام لا أحـــد غيرهم يموت، ولا يهـــم ماذا يخســـر الليبيـــون، مـــادام غيرهم لا يخســـرون شـــيئا، حتى وأن كانوا لا يربحون شيئا.

وتبقـــى الديمقراطيـــة، وحقـــوق  الإنســـان، والحريـــات، امتيـــازات غربية، وليســـت لشـــعوب الهامـــش،  أو المهمشـــة.

فالمهـــم تأمــيـن العالـــم الغربي مـــن الهجرة غير النظاميـــة، ومن الإرهاب، ومـــن الجريمة المنظمة، وحمايـــة المصالح الغربيـــة، والباقي فخار يكســـر بعضه .

عـــادت المنظمـــة الأمميـــة لإدارة الملـــف، وعـــاد خطـــاب التطمـيــن، ولكن بحـــر الدمـــاء تكذب كل غطســـى هذه المنظمـــة، الذين يحملـــون العكاكيز وليـــس  المجاديف.

انتهـــت و ألغيت رحلـــة غدامس، أمـــا في  برلين فلم يبـــدأ الحجز.

شاهد أيضاً

المنفي يبحث عودة السفارة الصينية واستئناف عملها بطرابلس

  ناقش رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، عودة السفارة الصينية واستئناف عملها بالعاصمة طرابلس. جاء …