أحلام محمد الكميشي
أحداث متلاحقة يعاني منها المواطن الليبي مع استمرار انقطاع الكهرباء على عدة مناطق وغياب السيولة المصرفية إلى طوابير بالكيلومترات حول محطات الوقود التي يظل بعضها مقفلا أو بؤرة للشجار بالسلاح، إضافة لأخبار السيول التي غزت غات وتهالا ولم تهتم أي من الحكومات باتخاذ التدابير الوقائية المناسبة لحمايتها من عبث السيول التي تجتاحها بحكم الطبيعة انطلاقا من دولة مجاورة.
فيما المواطن يتابع سجال المصرف المركزي بين المحافظ ورئيس المجلس الرئاسي ومناصريهما من مدنيين ومسلحين، وتبقّى فقط أسبوع على نهاية المهلة التي قررها المصرف لتداول عملة (50) دينار مع أنه لا يمنح المواطن غيرها من آلات سحب النقود ولم يعلن عن تمديد المدة أو إيجاد حلول بديلة.
وتابع الليبيون الأخبار حول رتل قادم وآخر مغادر واجتماعات القادة والإصطفافات بين هذا الفريق وذاك، وسيلا من البيانات المتوازية، ولم يتوقف التعبير عن القلق من البعثة الأممية والدول المتداخلة في الشأن الليبي بينما يراقب المواطن البسيط مجريات الأمور خوفًا من شبح حرب تلوح في الأفق ربما تكون أشد من تلك التي انتهت منذ نحو 4 سنوات وإن كانت المناوشات والاشتباكات لم تتوقف وما أن تخمد في منطقة حتى تشتعل مجددا فيها أو في غيرها.
تملك كل دول العالم تقريبا مؤسسات مالية وأكاديمية وسياسية وفنية وثقافية عريقة يمتد عمرها لقرون ولكل منها نجومها وعباقرتها الذين لم ولن تتوقف المؤسسة على أي منهم، فيما نفتقد في بلادنا هذا النوع من التفكير والمؤسسات، والحقيقة أننا كشعب لم نتغير مع أن الدنيا لم تتوقف عن التغيير من حولنا، فمازلنا نشخصن المسائل ونربط المؤسسات بالأفراد ونسبغ على القوي هالات القداسة ونصفه بأنه صمام الأمان، فهذا صمام الأمان لمرحلة وذاك لمؤسسة وذلك لقضية …..الخ، نحن فوق أننا لم نتغير ولم نقبل التغيير، صرنا نقاوم التغيير وهذه أهم وأكبر مشكلاتنا.
عندما أعدموا “تشي غيفارا” في أكتوبر 1967م، تناقلت الجموع قصة دون التثبت من صحتها ومفادها أن راعيًا وشى به وعندما قيل له لماذا وشيت برجل قضى حياته في الدفاع عنكم وعن حقوقكم؟ أجاب: كانت حروبه مع الجنود تروع أغنامي، وتلخص القصة حقيقة مهمة أن المواطن تهمه مصالحه الشخصية ولا يمكنه أن يقبل على طول الخط بتحمل قرارات من أقنعوه منذ البداية بأنهم يحاربون أو يقودون الثورة لأجله خاصة إن كانت قراراتهم قد شكلت مع الوقت مصدر ضرر وخطر على مصالحه وحياته واستقراره.. ضحى الراعي بغيفارا لمجرد أنه يروع أغنامه فهل يسكت المواطن الليبي طويلا عمن يروعون أطفاله؟