منصة الصباح

الإصدار الأول في حياة الأديب.. حفيف البدايات والطرق بملمس ناعم …!

حنان علي كابو / الصباح

تحمل كل بداية حمرة طفيفة، كلمات تتأرجح بارتعاش، خوف مبطن وموارب، اكتشاف رحلة مشوبة بكل الانفعالات، نفث عميق للروح، وبذار لم يعرف بعد موعد قطافه.

يطل الإصدار الأول بقلب واجف ومغامرة مفتوحة على مصراعيها، تجربة تطأها في فخاخ الأحجية لتكشف عن بداية في عالم الابداع  .

ذكريات كثيرة يحملها الإصدار الأول في حياة المبدع التي تشرع الصباح لمقاسمتها مع القراء فماذا حملت ذكرياتهم مع وليد الروح الأول.

الروائية والأديبة/فاطمة الحاجي

الصمت خيانة .. صراخ الطابق السفلي

تستعيد الأديبة الناقدة فاطمة الحاجي من درج ذاكرتها حفيف البدايات وهو يطرق بملمس ناعم على جدار روحها لتكتب :ظلت الرغبة في الكتابة تلح وتطرق ذهني كمطارق لا تستكين ولا تهمد،  بعد أن تفجرت موهبة التعبير في سننيني المبكرة، وسار بي الزمن وأنا أتصارع مع ذاتي الاخرى التي ترغب في البوح ، وصوت يصيح في داخلي “الصمت خيانة”، في المرحلة المبكرة  بدأت كتابة روايتي “صراخ الطابق السفلي” في نسختها الأولى  وأنا أرتجف خوفا من الاقتراب من الممنوع،  الخوف الذي ورثناه ورسخ في النفس المقهورة ، وكانت روايتي تحمل عنوانا غير الذي صدر. أعود لها في المساءات أبحث عن وسائل التعبير المتخفية في رمزيتها وأنا أنسج اللغة المخاتلة، ثم كانت رحلة الاغتراب التي غيرت وجهة الحياة  فأنهيت الرواية معاناتها ، بعدما فكًت وثاقها مني، و أعلنت عن تحررها تحمل” صراخ الطابق السفلي”  طبع دار النهضة بيروت  سنة 2016، وتبعتها  الرواية الثانية “رحيل آريس”، طبع دار خريف تونس سنة 2022، ولكل رواية ظروفها الخاصة الدافعة للكتابة والظروف المصاحبة.

وتضيف في سرد ممتع يشوبه حزن مظلل:

كتبت هذه الرواية  بعد أن تراكمت الظروف التي دفعتني الى أهمية  الكتابة  وأهم هذه الأهداف هو ترك توقيعي على رصيف الحياة قبل العبور إلى الضفة الأخرى، ولعدة دوافع لا يمكن الافصاح عنها في هذه المساحة الضيقة . رواية حمًلتها تجربة حياة قاسية للوعي الفردي، حملتها معاناتنا لسنين طويلة، معاناة جيلي وكل أبناء الوطن ومعاناة الإنسان في ظروف الحياة المختلفة، وتراكم جبل المعاناة وظل هذا الهاجس يحفر في ذاتي الى ان وصلت الى نقطة حسمت مسألة الكتابة ،

كنت حينها في تونس مع زوجي المقعد بفعل الجلطة وإحساسي يكبر بدنو النهاية ، وظروفي الصحية في حينها ليست على مايرام  حيث مررت ب أزمة قلبية  حادة حملتني الى ضفاف الموت أقعدتني في المستشفى مع أجهزة تصفر قطاراتها معلنة مالا ينفع معه الامل،  فخشيت الرحيل وقررت إعادة كتابة الرواية التي كانت مخزنة في ذاكرتي بوضوح بعد أن سرق اللصوص نسختها الأولى التي كانت  في جهاز الحاسوب الذي سرق ضمن كل ما أملك في بيتي المنهوب عندما احتله بعض أدعياء الثورة في بداية الأحداث 2011 . كتبتها بعجل وكانت كل الشخصيات تعيش معي لسنوات وصراع الأحداث يحتل ذهني ويؤرق ذاتي ، ما ان سمعت الشخصيات قراري حتى تجهزن للإفصاح والخروج الى إشراقة ا لوجود، والإنعتاق من أغشية الذهن والروح. دفعت بالرواية للنشر وكان حلمي أن أرى روايتي تعلن  شهادة ميلادي وبعد إلحاح وتشجيع من بعض أفراد أسرتي صدرت الرواية.

وتضيف في وصفها للرواية / الرواية عبرت عن الآلام المشتركة فأفكارنا المنتجة تولد من الألم ، والألم هو ليس الذات الموجوعة،  ولكنه وعي الذات بالألم، في تحويله لوعي يفارق العلة الكامنة في أعماقها القيمية والإنسانية. فالابداع ما هو الا تصوير ا لبؤس البشر في أزمة وجودهم وصراعهم من أجل تحقيق الذات، و البحث عن الحب والمتعة ونشدان الحرية واستبعاد الفناء، فيصبح الألم قيمة مكونة للجمالي والفني في الرواية، الألم الذي ينشده الروائي ويكشف عن أسرار عمق الكائن البشري في رحلة الحياة فيتكون أيقونة الألم الجليل .

الشاعر / جمعة عبدالعليم

عصيان الكلام وأشياء أخرى …!

لم يفكر وقتها الشاعر جمعة عبدالعليم في ضم ما ينسجه قلمه من بوح في ضمها في ديوان ويستذكر بدايات اول ديوان شعري له في حياته قائلا

ديواني الأول “عصيان الكلام واشياء أخرى” لم يكن أبداً مشروع ديوان شعر .. كنت أكتب نصوصا قصيرة وطويلة دون أن يكون في ذهني ، أن تلك القصاصات المبعثرة والكلمات التي تكتب ثم تشطب ثم تستبدل بعشوائية أحسد نفسي عليها الآن ، سوف تكون فيما بعد ديواني الأول

! ويضيف :تعرفت إلى الأستاذ أحمد يوسف عقيلة عام 2000 م إذا لم تخني الذاكرة ، وبعد زيارات كثيرة متبادلة بدأ يأخذ تلك القصاصات ويقوم بطباعتها على جهاز الحاسوب الذي كان قد بدأ يُستخدم في بعض الدوائر الحكومية ومن بينها جهاز الرقابة الإدارية بمدينة البيضاء حيث كان يعمل ..

من حسن حظي أن صديقي أحمد يوسف عقيلة كان ماهرا في الطباعة ، وضليعا في اللغة ، فصار يطبع ويراجع

!.. وعن طريق الأستاذ أحمد يوسف عقيلة ، والشاعر سالم العوكلي ، وصل ديواني إلى مجلس تنمية الإبداع ، وحضر إلى بيتي الأستاذ علي الفلاح لأوقع عقدا مع المجلس تتم بموجبه طباعة ونشر ديواني الأول

! .. كان علي الفلاح رقيقا ودافئا ومتواضعا ، اسرتني شخصيته المميزة ومعاملته الراقية ولن أنسى أبدا فضله علي وعلى كثير من المبدعين الذين كان يبحث عنهم في مدنهم ويزورهم في بيوتهم لأجل أن ترى كتاباتهم النور لأول مرة .

. ولأن الفرح ، كما الحزن ، لا يدوم تزامن صدور هذا الديوان عام 2006 م مع وفاة أبني إبراهيم في ربيعه السادس عشر ، فانطفأت شمعة الفرح في دمعة الأسى .

. ومن الذكريات المميزة التي لا تنسى ، اتصال الدكتور عبدالله امليطان مباركا ومشيدا بالديوان ، كان يتحدث بمحبة وألق وأطال الكلام الجميل ، غير أنني اعتذرت منه لأن الناس تتزاحم علي لتقديم التعازي

.. تأثر الدكتور عبدالله كثيرا واعتذر ، غير أن تلك المكالمة كانت في غاية الرقة لدرجة أنها هونت علي حزني.

الدكتورة/جازية شعيتير

شجون قانونية

اطلقت أستاذة القانون الدكتورة جازية شعيتير على وليدها الأول كما اسمته “شجون قانونية ”

تقول عنه :كتاب شجون قانونية هو عبارة عن مقالات كتبت على فترات متباعدة في الفترة الممتدة من 2015 إلى منتصف 2021 في عدد من الصحف والمدونات،أهمها المفكرة القانونية، وبوابة الوسط. وفي موضوعات منوعة، يجمعها إنها مقالات قانونية كتبت بطابع أدبي مُشوّق، صدر عن دار الفضيل للنشر والتوزيع،وزعت المقالات على بابين رئيسيين أحدهما يناقش شجون عامة بالجماعة الليبية والأخر يختص بالشجون النسوية.

تعود شعيتير لذكرى اصداره مضيفة :

في أول يناير عام 2022 أقيمت ندوة بمدينة بنغازي لإصداره حضرها عدد من القامات الأدبية والمجتمعية العريقة، وعدد من المستشارين القانونيين وأعضاء هيئة التدريس والطلاب والمهتمين بمجال القانون.

وفي أواخر يناير 2022 أقيم للكتاب حفل توقيع ضمن مشاركة ليبيا في الدورة الـثالثة والخمسين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، وبرعاية البرنامج الثقافي الليبي لوزارة الثقافة والتنمية المعرفية الليبية، وقد حضر حفل التوقيع وزير الثقافة والتنمية المعرفية المكلف سلامة الغويل، وعدد من الأكاديميين والمثقفين والكتاب الليبيين والعرب.

وقد علق الأستاذ سالم العوكلي على الكتاب في مقالة نشرت عبر بوابة الوسط في يوليو 2022 بإن معظم العناوين تشير إلى أن الكاتبة تطلق صرختها، من ساحة معركة، ومن قلب الألم.

كان عنوان الكتاب مستلهما من سلسلة شجون يوسف زيدان ولعل أقرب المقالات تعبيرا عن الكاتبة؛ “مقالة بلاغ صادق ضد معلوم”، ومقالة “قانونية على الدرجة الخامسة”.

الشاعرة/حنان محفوظ

زهرة الريح

تصف الشاعرة حنان محفوظ تجربة البدايات كونها اقل نضوجا  وتسهب في حديثها “تكتبين دون عرض نصك كما هو الحال الآن، كانت مشاركات محدودة في بعض الأمسيات هناك نص تميزت في قراءته في كل مرة فأطلقت العنوان هذا لنص على ديواني الأول وهو بعنوان (زهرة الريح)قدمت الديوان لهيئة الثقافة في 2005 ولم ينشر وقدمته لمجلس الثقافة العام كذلك تعذر نشره لكثرة العناوين ذلك الوقت( 2007) وكنت غير معروفة

ثم تقدمت به في عام 2013 لوزارة الثقافة وتحصلت على موافقة، طبعًا لم تسعني الفرحة حين أمسكت بأول نسخة بتاريخ 17 سبتمبر 2013، ولازلت احتفظ بها، وكنت اسميه مولودي الشعري الأول، بعدها تكررت التجربة واختلفت النصوص بمقياس النضج ونتج اربعة دواوين أكثر نضجا وتطورا

شاهد أيضاً

الاحتلال الصهيوني يدمّر مبنى تاريخي في لبنان

 دمرت العصابات الصهيونية مبنى مدرج على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “يونسكو” للتراث …