الصباح/ حنان علي كابو
يكون للدعم الذي تقدمه الاسرة في تشكيل أولى لبنات شخصية الطفل المحورية، دور في تحديد مستقبله، واستشراف نظرته للحياة..
طفل يناهز العاشرة، يتحدث بطلاقة وجدية تسبق عمره أعواما كثيرة، حبه للعلم ولأسئلته التي بحث عن أجوبتها طويلا، جعله متميزاً بين أقرانه..
“عبدالرحمن عبدالرزاق الغرياني”، الطفل الذي كُرّم منذ فترة قصيرة من عدة جهات لتأليفه كتاب “اطلس الأطفال “..
تلقى “عبدالرحمن”، الدعم الكامل من أسرته، ابتداءً من الإيمان بفكرته وتشجيعها، وتوفير كل السبل له لإنجاز فكرته، وكان ل”دار الحكمة” وعلى رأسها “الدكتور عبدالله القاضي” ، دور في الوقوف معه ودعمه، حيث تولت طباعة كتابه دون أي مقابل..
وشكلت القراءة رافدا مهما في حياة “عبدالرحمن”، والتي تكاد تكون الابرز في هواياته، التي يكشف عنها قائلاً:- “القراءة لانها ممتعة كثيرا وتاخدني الي عوالم اخرى، قرأت اكثر من مائة رواية باللغة العربية والبلغارية، وكذلك احب الشطرنج، والالعاب الذهنية والتركيبية، واحب كرة القدم”..
يظل البحث جوهر التعلم والاقتداء بمن نكن لهم مشاعر الإعجاب، هكذا بدأ ديدن “عبدالرحمن” واجابته حول سؤالي:- لماذا أردت أن تؤلف كتاب “أطلس الأطفال “.. فقال:-
أولا/ لانني اردت ان اصبح كاتبا مثل جدي..
ثانيا / اردت ان اعرف ترتيب ليبيا من حيث المساحة، ولعدم وجود كتاب يحتوي على هذه المعلومة قررت ان اكتبه..
ثالثا / اردت ان اعرف اين تقع، واعلام دول العالم كلها، خصوصا المشاركة في كاس العالم، لشغفي الكبير في تعلم اشياء ومعلومات عن دول العالم، ولكي يتعلم منه غيري من الناس..
وعن سؤالي له حول الكيفية التي جمع بها المعلومات،
قال:- “بدأت ابحث من اطلس الى اطلس، ومن كتاب لكتاب، وهذه الكتب احضرتها معي من بلغاريا، اما بالنسبة عن كيف رتبتها من اكبر دولة ال اصغر دولة، فانا رتبتها وحدي فقط، اخدت مساحة الدولة وبدات احسب اي دولة اكبر من الاخرى، حتي رتبت دول العالم كلها”..
“عبدالرحمن” الذي يحلم ان يكون في المستقبل كاتبا كبيرا، ومخترعا معروفاً، ومهندسا ذو شأن، اعتمد كليا على نفسه، ولم يساعده أحد قط، يقول:- “لقد كتبته وحدي كاملا، وجمعت المعلومات وحدي، حتى والديَّ في بداية الامر ظنوا اني فقط ألعب.. أمي فقط علمتني كيف اترجم اسماء الدول والمعلومات عبر الغوغل”..
وأجاب عن سؤالي: ليبيا كيف يراها، بالقول:-
“اراها دولة جميلة ورائعة، حباها الله بكل شيء، من نفط وغاز و نهر صناعي، وسواحل جميلة، وصحراء رائعة، وتاريخ وتراث غني، فقط ينقصها العمل بجد لتتطور وترتقي، وسيصبح لها شأن كبير، وأرجو ان يتحقق ذلك قريباً، وان تتحرر فلسطين، وتنتهي مأساة شعبها”..
إن تكريم “عبدالرحمن”، يشمل كل من آمن بموهبته وفكرته، وساعد على إنجازها بدعمه وتشجيعه..