مساء اليوم ستتجه أنظار محبي كرة القدم إلى مدينة باريس، لمعرفة الفائز بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم، التي تمنحها مجلة (فرانس فوتبول) الفرنسية سنوياً.
وبينما يهتم أغلب المتابعين بالصراع القائم بين النجمين الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو، الفائزين (كلا على حدة) بالجائزة في خمس مرات، ما يعني أن فوز أحدهما للمرة السادسة سيكون حدثاً فريداً، سيتابع قلة من ستتوج بالجائزة المخصصة لأفضل لاعبة.
وكانت المجلة قد أعلنت قبل أكثر من شهر عن قائمة بـ20 لاعبة يتنافسن على نيل الجائزة، وبدت بعض هذه الأسماء متوقعة لأن صاحباتها حققن إنجازات تؤهلن لنيل (بالون دور 2019)، لكن المفاجآت أيضاً لم تخل هذا العام.
وسيشكل كأس العالم الذي لعب في الصيف الماضي عاملاً مؤثراً في اختيار الفائزة، ويعتقد …. المتخصص في كرة القدم النسائية أن الصحافيين الذين سيقومون بالتصويت لاختيار أفضل لاعبة في العالم سيركزون على الأداء في البطولة الأهم، بالإضافة إلى بطولات الأندية الكبرى في الولايات المتحدة وأوروبا، إلى جانب تدخلات (غير رياضية) معروفة للجميع، تساهم بها الشركات الراعية.
وفيما يلي قراءة سريعة لحظوظ أبرز المرشحات ، ستجيب في نهايتها على السؤال المطروح من قبل مشجعي كرة القدم النسائية « من ستفوز بالكرة الذهبية هذا العام؟» .. مع إدرامنا لإمكانية تدخل مفاجآت لم نتوقعها : –
ميغان رابينيو .. المرشحة الأبرز
يراها الكثيرون المرشحة الأبرز للفوز بالجائزة، معتمدين في تقديرهم على تتويجها بلقب أفضل لاعبة في مسابقة كأس العالم للسيدات 2019 التي نظمتها فرنسا الصيف الماضي، وتوّج بلقبها المنتخب الأمريكي الذي تقوده رابينيو.
اللاعبة فازت بلقب أفضل لاعبة في العالم من (الفيفا) وهذا ما يزيد حظوظها لخلافة النرويجية أدا هيجربيرج الفائزة بـ(بالون دور) العام الماضي.
أليكس مورغان .. فاتنة الملاعب
الأمريكية الأخرى المتوجة بكأس العالم، وهدافة البطولة، يعتبرها الكثيرون أفضل لاعبة مهارية في الوقت الحالي، وهو سبب جعلها وجهاً إعلانياً معروفاً، إلى جانب السبب الرئيس وهو جمالها وأناقتها.
مورغان تشعر بقيمتها الكبيرة على مستوى كرة القدم النسائية، وهو مادفعها للتصريح بأنها تستحق قيمة مالية مقاربة لما يعطى للاعبين الرجال أمثال كريستيانو رونالدو وميسي، وهذه القيمة النابعة من قدراتها الفنية و(الكاريزما) التي تملكها قد تساعدها على الفوز بالكرة الذهبية.
ويعاب على اللاعبة التي نافست رابينيو على جائزة (الفيفا) بقوة، ضعف نتائج فريقها أورلاندو برايد، حيث حلّ تاسعاً في الدوري الأمريكي الوطني لكرة القدم النسائية ((NWSL هذا الموسم.
روز لافيل .. هل تكفي المهارة لوحدها؟
أمريكية ثالثة تنافس على اللقب وتؤكد علوّ كعب لاعبات بلاد (العم سام)، وهي إحدى أكثر لاعبات العالم مهارة، برزت لأول مرة في كأس العالم للشباب (تحت 20 عاماً) ومنذ ذلك اليوم وهي تنتقل من نجاح لآخر.
ورغم أنها لعبت دوراً محورياً في تتويج أمريكا بثالث ألقابها لكأس العالم، فإن اللاعبة البالغة من العمر 24 عاماً تفتقد الكاريزما المهمة في الظفر بجائزة كبيرة، الأمر الذي يضعف حظوظها قليلاً.
سام كير .. منتخبها نقطة ضعفها
تدخل مهاجمة منتخب منتخب أستراليا المنافسة متسلحة بكونها هدافة الدوري الأمريكي (الذي يعتبره البعض أقوى دوري نسائي في العالم، لكنها تفتقد للنتائج الجيدة مع منتخب بلادها في كأس العالم.
ولو كانت الجائزة تعتمد في الاختيار على الأداء الفردي مع الفرق فقط، لكانت سام أكثر مستحقيها، لكن الاختيار كما أسلفنا مرتبط بعدة عوامل، بعضها لا علاقة له بالأداء داخل الملعب.
لوسي برونز .. جاهزة للتحدي
تملك المدافعة الإنجليزية سجلاً جيداً هذا العام سواء مع منتخب بلادها أو ناديها، فهي الحائزة على الكرة البرونزية كثالث أفضل لاعبة في مونديال 2019، كما ساهمت بقسط وافر في فوز فريقها أولمبيك ليون بلقبي الدوري الفرنسي ودوري أبطال أوروبا.
اللاعبة السابقة لناديي ليفربول ومانشستر سيتي تأمل أن يكون فوزها بلقب أفضل لاعبة في أوروبا العام الماضي فاتحة لمزيد من الألقاب على رأسها ذاك الممنوح من مجلة (فرانس فوتبول).
نيلا فيشر .. أمل خافت
صخرة الدفاعات السويدية، قائدة بمعنى الكلمة ، وإحدى أعمدة المنتخب الحائز على برونزية كأس العالم الماضية.
تألق نيلا لم يبدأ مع مباريات المونديال، بل هي رحلة ممتدة منذ 2001، ولقب الدوري الألماني الموسم الماضي شاهد على ذلك، عندما قادت اللاعبة الشقراء فولسفبورغ للقب، قبل أن تقرر العودة إلى ديارها والانضمام لنادي لينكوبينجس.
أدا هيجربيرج .. هل تحافظ على اللقب ؟
تواجه النرويجية أدا هيجربيرج صعوبات كبيرة في المحافظة على لقبها كأفضل لاعبة في العالم تبعاً لتصنيف (فرانس فوتبول)، يتصدرها – أي تلك الصعوبات- عدم مشاركة اللاعبة في كأس العالم بفرنسا.
ورغم ذلك، فإن المهاجمة فارعة الطول تمتلك نقاط قوة منها تسجيلها لثلاثية (هاتريك) في شباك برشلونة في نهائي دوري أبطال أوروبا ، توجتها برابع لقب للبطولة الأوروبية الأقوى ، مع فريقها أولمبيك ليون الفرنسي.
ليكه مارتينز .. حظها العاثر يقف بينها وبين الكرة الذهبية
يشبهها البعض بالأسطورة الهولندية يوهان كرويف، كونها قادمة من الأراضي المنخفضة، وتلعب في مركز خط الوسط المهاجم، وتحقق مع برشلونة الإسباني الألقاب المتتالية.
مارتينيز فازت مع برشلونة بلقب الدوري الإسباني، ووصلت معه إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، حيث خسر 1/4 أما ليون الفرنسي، ويظل عدم قدرتها على الاستمرار بعيداً في بطولة كأس العالم بسبب الإصابة (رغم أن المنتخب الهولندي نجح بدونها في الوصول إلى النهائي حيث خسر أمام الولايات المتحدة 0/2) عاملاً يضعف من قدرتها على الظفر بالكرة الذهبية، شأنها شأن زميلتها في المنتخب فيفيان ميديما.
سارة بوهادي .. المركز الثالث قد يكون إنجازا
أثبت سارة بوهادي أنها حارس مرمى من الطراز الرفيع، وتصدياتها المميزة كانت سبباً من أسباب تتويج أولمبيك ليون بلقب الدوري المحلي ونظيره الأوروبي، فاستحقت أن تدخل قائمة (فرانس فوتبول) كمرشحة للكرة الذهبية.
اللاعبة ذات الأصول التونسية قد لا تنجح في المنافسة بقوة على بالون دور، كونها حارسة مرمى وأيضاً لأن المنتخب الفرنسي لم ينجح في نيل لقب كأس العالم التي لعبت على أراضيه، وأقصى ما يمكنها وصوله المركز الرابع وفقاً لموقع (أوبتا) لإحصائيات كرة القدم.
ولذات الأسباب السابقة، لا تبدو حظوظ زميلة بوهادي وقائدة منتخب الديوك قوية في حمل الكرة الذهبية.
ممثلة السامبا .. بعيدة عن الترشيحات
صراحة لا يوجد سبب مقنع لوضع مارتا ضمن قائمة العشر المرشحات لنيل الجائزة إلا كونها أفضل اللاعبات البرازيليات، فلا يمكن لعقل أن يتصور خلو القائمة من لاعبة تمثل بلاد السامبا.
ولكي نكون منصفين، فإن مارتا أبلت بلاء حسنا مع فريقها أورلاندو برايد رغم حلوله تاسعاً في جدول ترتيب فرق الدوري الأمريكي للسيدات، لكنها لم تبرز بشكل كبير في كأس العالم واكتفت – صحبة منتخب البرازيل – بالوصول إلى ربع النهائي، عندما أقصيت أمام فرنسا المضيفة 1/2.