بقلم / علي مرعي
الليبيون يتقاتلون فيما بينهم والمجتمع الدولي يبحث الحلول على نار هادئة.
الليبيون يطالبون العالم بالتدخل ، والعالم أذن من طين وأذن من عجين.
الليبيون يذهبون إلى هذه الجهة وتلك ، وهذه الجهات تصب الزيت على النار.
الليبيون يبحثون عن الحلول لأزمتهم في الخارج ، بينما الحل بين أيديهم.
دخلنا في الشهر الثامن للحرب بين الأخوة على تخوم مدينة طرابلس والنتيجة كما هي عليه ، اللهم إلا المزيد من القتلى والجرحى وازدياد أعداد النازحين والمهجرين .
دخلنا في الشهر الثامن والشباب الليبي من يدفع الثمن ، لماذا ؟ ولمصلحة من؟ لا أحد يدري .
هل الليبيون بحاجة إلى تدخل دولي لإنهاء أزمتهم ؟ ألا تدرون أن المجتمع الدولي المعول عليه ليس جمعية خيرية ، إذ لا يقدم المساعدة بالمجان أو من أجل عيون الليبيين ، بالتأكيد سيكون هناك أثمان غالية وتنازلات كبيرة وإلا فليتناحر الليبيون ولينهوا بعضهم البعض ، تلك هي المساعدة الدولية ، وتلك هي نتائج الاستعانة بالغير، وهناك أمثلة كثيرة يمكن أن نستلهمها من واقع الأحداث في أكثر من بلد .
أمريكا وروسيا بدأتا المناوشات فيما بينهما على الملف الليبي ،فلا خير في هذه ولا خير في تلك ، فالاثنان سجلهما حافل بالدمار والقتل والتخريب والنهب ، تلك هي سوريا وقبلها العراق واليمن اليوم ، بلدان لم تعرف الأمن والاستقرار منذ سنوات خلت وحتى اليوم .
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل سنشهد العالم صداما روسيا -أمريكيا من أجل ليبيا ؟ من المبالغة القول إنه يمكن أن يحدث أي صدام بين الدولتين العظيمتين بسبب التدخل الروسي المباشر في الأزمة الليبية ، ولنا في سوريا دليلا على ما نقول ‘ فطيلة سنوات الحرب في هذا البلد وعلى الرغم من التهديدات الأمريكية بالتدخل إلا أن ذلك لم يحدث ، وظلت روسيا تقاتل إلى جانب الدولة السورية وما زلت ولم نر من أمريكا سوى التنديد والاحتجاج .
إذن من هذا المنطلق ، فإن التعويل على العامل الخارجي سواء الأمريكي أو الروسي أو غيرهما لإنهاء الصراع في ليبيا سيزيد من تفاقم الأزمة ويطيل من أمدها وبالتالي سيدفع نحو المزيد من الفوضى والاتجاه نحو الحرب الأهلية ، ولذلك فإن الدعوة أصبحت ملحة لجميع الأطراف الليبية لوقف نزيف الدم والبحث عن آليات جديدة للخروج من هذا المأزق الخطير الذي سيؤدي بالجميع إلى الهاوية .
إن توحيد الصفوف ونبذ الخلافات أصبحت من الضرورات العاجلة لغلق الباب أمام أي تدخل خارجي يسعى إلى المزيد من إراقة الدم الليبي ،فهل يعي الفرقاء الليبيون خطورة الوضع الراهن أم أنهم ما زالوا مؤمنين بالخارج لإنهاء الأزمة.
الوسوملا روسيا .. لا أمريكا ..لا غيرهما!!
شاهد أيضاً
المنفي يبحث عودة السفارة الصينية واستئناف عملها بطرابلس
ناقش رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، عودة السفارة الصينية واستئناف عملها بالعاصمة طرابلس. جاء …