إعداد/ صالحة هويدي
يصادف اليوم التاسع من أغسطس الذكرى 84 لتأسيس الجيش الليبي والتي تبلورت نواته في مصر حينما أعلن عن تدريب ليبيين متطوعين بامبابة.
وأفادت المصادر التاريخية أن العديد من المجاهدين الليبيين المهاجرين في مصر ساهموا في تدريب تلك القوات التي كانت ضمن قوات المقدمة في زحف الجيش الثامن أعقاب الانتصار في العلمين، واستمرت مشاركتهم حتى أحكم جيوش الحلفاء السيطرة على غرب سرت وانتهى الأمر بتحرير مدينة طرابلس في عام 1943 .
ومن تلك الكوادر المدربة تكونت وحدات الجيش إلى قوات شرطة عهد إليها حفظ الأمن والسلم وأطلق عليها قوة دفاع برقة وبعد نيل ليبيا استقلالها 24 ديسمبر 1951 بدأت الحكومة الليبية في تفعيل الجيش وإرسال البعثات إلى الخارج.
كما أنشأت الحكومة المدرسة العسكرية بمدينة الزاوية 1953 لتخرج دفعات من الضباط حتى عودة المبعوثين من الخارج
وتأثر الجيش الليبي الفتي بكل من الجيش المصري والجيش العراقي اللذان اتبعا المدرسة البريطانية إلا أن تأثير الجيش العراقي كان أكثر بروزا ووضوحا سواء من حيث التدريب أو المصطلحات وقواعد الضبط والربط العسكري وجاء في صورة استعانة الجيش الليبي بخبرات من العراق عن طريق البعثات العسكرية العراقية التي اسهمت في تأسيس الجيش الليبي كونه كان يعد في تلك الفترة واحد من أقوى الجيوش .
وشهد العام 1957 افتتاح الكلية العسكرية الملكية ببنغازي و كان الالتحاق طواعية، وفي عام 1967 بدأت ليبيا تتجه نحو نظام التجنيد الالزامي ورغم قلة الإمكانيات أنشئت عدة مدارس للتعليم الإسنادي مخابرة، نقليات، مشاة، مدفعية، هندسة آلية، دروع، هندسة ميدان .
وجرى تشكل السلاح البحري في نوفمبر 1962 وفي أغسطس 1963 السلاح الجوي و في سنة 1968 انشئت وحدة الدفاع الجوي.
واستمر الجيش في عمله حتى وصل عدده إلى 650 ضابطا ونحو 10000 آلاف جندي ورغم قلة الامكانات و حداثة الجيش إلا أن عملية التأهيل العسكري و العلمي جرت بصورة علمية و بطريقة مدروسة
ولعل ما ميز المؤسسة العسكرية الليبية كونها لم تشهد أي نوع من أنواع التحيز أو القبلي أو الجهوي و منذ تأسيسه وحتى العام 1969 لم يتدخل بالأوضاع السياسية و ظل دوره مقتصرا على حماية الوطن و الدفاع عن ترابه