الصباح -وكالات
أفاد تقرير لشبكة “سي أن أن” نقلا عن مصادر متعددة بأن مرتزقة روس على صلة بالكرملين يخوضون معارك ضد مسلحين إسلاميين في موزمبيق، لمساعدة الحكومة التي تواجه تمردا في أقصى شمال البلاد.
وقالت “سي أن أن” إن العشرات من المتعاقدين العسكريين هم ضمن مجموعة “فاغنر” المرتبطة بيفجيني بريغوزين، حليف الكرملين الذي يطلق عليه “طباخ الرئيس” الروسي فلاديمير بوتين.
وكانت وزارة الخزانة الأميركية قد فرضت عقوبات على بريغوزين في وقت سابق بسبب تمويله حملات إلكترونية للتأثير على انتخابات التجديد النصفي للكونغرس في 2018.
ويعتقد أن هذا الرجل هو ممول للمجموعة التي أرسلت أيضا إلى سوريا، بحسب “سي أن أن” التي أشارت إلى أن نفوذه يمتد أيضا إلى ليبيا والسودان وأفريقيا الوسطى.
ويبدو أن هؤلاء المرتزقة الذين أرسلوا إلى موزمبيق قد تعرضوا لخسائر بشرية، إذ قدرت الشبكة وفقا لمصادرها مقتل متعاقدين اثنين (بين 28و31 عاما) في معارك مع المتمردين، مشيرة إلى تقارير غير مؤكدة بشأن سقوط مزيد من القتلى.
ونبهت الشبكة إلى أنه جرى إرسال 160 مقاتلا روسيا في سبتمبر الماضي بعد زيارة قام بها الرئيس فيليب نيوسي إلى موسكو قبل ذلك بنحو شهر، وكانت تلك أول زيارة يقوم بها رئيس موزمبيقي منذ نحو عقدين. ووقع بوتين ونيوسي خلال الزيارة اتفاقات في مجالات الطاقة والدفاع والأمن.
وبعد وقت قصير من الزيارة، وصل المرتزقة إلى موزمبيق على متن طائرة الشحن الروسية أنتونوف أن- 124 وأتبعها أرسال طائرة أخرى من الطراز ذاته تحمل معدات عسكرية ومروحية هجومية من طراز Mi-17.
وقالت “سي أن أن” إن واحدة على الأقل من الطائرتين تتبعان الوحدة 224 التابعة للقوات الجوية الروسية.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد وقعت من قبل عقدا مع إحدى شركات بريغوزين لاستخدام طائرات النقل التابعة للوحدة 223 في سلاح الجو.
وفي الفترة بين أغسطس 2018 وفبراير 2019، قامت طائرتان من الوحدة 223 على الأقل بتسع رحلات إلى الخرطوم، في محاولة لإنقاذ الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير.
ويتمركز مرتزقة موزمبيق في بلدة موسيمبوا دا برايا الساحلية للمشاركة في عمليات عسكرية على طول الحدود الشمالية مع تنزانيا، حيث تتزايد قوة المتمردين.
لكن وفقا لمصادر “سي أن أن ” فإن المرتزقة الروس ليسوا مجهزين جيدا للقتال في الأدغال الكثيفة، فضلا عن علاقتهم المتوترة بجيش البلاد.
وقال جندي موزمبيقي إن الروس “لا يفعلون شيئا في ما يتعلق بالحد من تأثير الهجمات” مشيرا إلى أن بعض القوات الموزمبيقية رفضت المشاركة في بعض العمليات.
وتشير الشبكة إلى أن التمرد الذي يتزايد بسرعة في موزمبيق يهدد بإعاقة الاستثمارات الأجنبية في احتياطات الغاز الطبيعي التي تمتلكها البلاد والتي تقدر قيمتها بمليارات الدولارات.
وتمتلك البلاد موارد ضخمة غير مستغلة من الغاز الطبيعي المسال والمعادن النفيثة مثل الذهب والماس، وهو ما جعلها هدفا للاستثمار الخارجي.
وتتنافس شركة “روسنفت” الروسية العملاقة للطاقة مع شركات عالمية أخرى للحصول على حصة من الغاز الطبيعي المسال في موزمبيق. وفي أغسطس الماضي، وقعت اتفاقية مع شركة الطاقة المملوكة للدولة في موزمبيق لتطوير حقول الغاز في المنطقة. وتجري شركة Alrosa الروسية العملاقة للماس مسوحات جيولوجية في موزمبيق.
وتقول شبكة “سي أن أن” إن تهدئة الأوضاع في شمال موزامبيق تحتاج إلى ما هو أكثر من عشرات المرتزقة الروس للتغلب على المرتزقة الذين يهددون البنية التحتية للطاقة بالقرب من الحدود مع تنزانيا.