حوار /حنان علي كابو| الصباح
يؤمن بأهمية العمل والأثر الذي يتركه ويتلمسه، وجد ذاته في الكتابة، بدأ بالقصة مرورًا بالشعر إلى المقالة، وأخيرًا وليس آخرًا النقد ومتابعة المشهد الثقافي برمته، فكان “بلد الطيوب” الذي خرج من المحلية إلى العربية؛ ليؤكد ان النص ممارسة شخصية قبل أن يكون ممارسة علنية.
حول بلد الطيوب والشعر والقصة والنقد كان هذا الحوار….
– من أين يستمد الطيوب استمراره؟
من إيماني بأهمية العمل الذي يقدمه، والأثر الذي نلمسه من خلال الاتصال والتواصل عبر منصات التواصل والإنترنت، واتساع رقعة متابعته محليًا وعربيًا وعالميًا.
– ألا يخالجك الشعور بعدم الجدوى أحيانا؟
أعترف بأن هذا الشعور خالجني، وقتا ما! لكني عندما أتابع أصداء الموقع وتفاعل الدباء والكتاب معه، والقاعدة التي أوجدها الموقع محلياً وعربياً، أجد أهمية لهذا العمل، حتى وإن كان العمل على الموقع يأخذ من وقتي وجهدي وواجباتي الاجتماعية، يظل الموقع كالمنارة، لا تدرك أهميتها إلا في الليالي الظلماء العاصفة.
– كنت برفقة الشعر والقصة والمقالة الأدبية… ماذا وجد النويصري في الكتابة؟
وجدت فيها ذاتي! وبشكل أكثر تحديدًا، صورًا متعددة مني، فلكل منها أدواته التي تفرض نفسها على اللحظة الإبداعية، كقالب إبداعي.
فاللحظة البارقة، العاطفية والإنسانية، يكون الشعر الأقرب للتعبير عنها، من القصة الأقدر للتعبير عن الأحداث واللحظات المتوترة والمتعاقبة.
أما المقالة فهي الجنس الأدبي القادر على تحويل الأفكار إلى صورة قابلة للتلقي، وأيضًا الوسيلة المثلى لنقل المعرفة والمعلومات، والانطباعات.
– هل يستخدم النويصري منهجية محددة في رؤيته للنقد؟ قبل الإجابة، أو التوضيح؛ لماذا مارست الكتابة النقدية؟
إن دخولي لهذا المجال، جاء محاولة مني لإكمال الحراك الإبداعي الذي كنا نمارسه كأدباء شباب نمارس الكتابة، ونحاول إن نجد لأنفسنا مكان في المشهد الثقافي الليبي! كنا في بداية تسعينيات القرن الماضي ننشر بشك كبير على صفحات المجلات والصحف، دون أن يكون لهذه النصوص من يتلقاها أو يقوم بنقدها، لذا وجدتني وبدون تخطيط، أمارس النقد، من خلال ما أسميته بالقراءات النقدية، فكنت أقوم بتجميع نصوص الأصدقاء ونقدها.
والآن أعود لسؤالك؛ لا توجد منهجية محددة، لكنني أعتمد في الكتابة النقدية على ذائقتي الشخصية في التعاطي مع النص، وانطباعي حوله، لذا قد تشدني صورة في نص، أو شخصية وطبيعة السرد في رواية.
– من أين اكتسب شعرك خصوصيته وتفرده؟ وهل جاء ذلك وفق مشروع ثقافي يعمل عليه النويصري؟
لا أخفيك سرًا، إن قلت إني بدأت الشعر من خلال كتابة القصيدة التقليدية، ومن بعد التفعيلة، لكني عندما اكتشفت قصيدة النثر وجدتني انحاز إليها بشكل كبير، ربما لأني وجدتها تغرد خارج السرب، وتنحاز لتجربة الشاعر، فمارست الكتابة على هذه الخطى، كنت أكتب بشكل مستمر، وأذهب في التفاصيل، وأتتبع السواقي وأرحل وراء الأخبار، وأذكر هنا تعليق الشاعر “محيي الدين المحجوب” على أحد نصوصي ذات أمسية بقوله: يا رامز، الشعر فن الحذف.
هل الشعر فن الحذف؟ وأنا الذي أنظر بالقول: الشعر فن القول!
وكانت النقلة الثانية، بالتركيز أكثر على الذات، والتحصن بها، والاحتماء بأثاث الغرفة، قبل الدخول التجربة الثالثة، معها تحول الشعر إلى ممارسة أخرى لفعل الحياة، من خلال الكتابة لسد الفراغات التي لم تملأها الحياة.
هذا أنا، ما تعلمت بعد كيف أرفع يدي
لأطوق الصباح
وأرسم حوله وردة
– الهوية والحديث عن الذات تظهر في نصوص النويصري؟
نعم، نصوصي الشعرية ذاتية، وعلى درجة كبيرة من التعمية، فالنص ممارسة شخصية قبل أن يكون ممارسة علنية، والممارسة العلنية هنا، أقصد بها النشر!
وإن كان البعض يقول بإن قصيدة النثر، ليست بقصيدة منابر، فإن أقول إن قصيدة النثر قصيدة ذاتية، وهي ممارسة شخصية، يكتفي بها الشاعر -وأنا أولهم- عما حوله، يمارسها للإمتاع الذاتي، لا للمشاركة.
– يُعاب على النقد أنه يبنى على قاعدة علاقات مطوقة … ما تعليقكم حول ذلك؟
للأسف، هذه حقيقة لا يمكن إنكارها! خاصة في وجود هذه الشبكة العنكبوتية، في التواصل والاتصال.
– في حكايات روز مجموعتك القصصية الأولى هل استطاع النويصري أن يتخلص من سطوة الشعر ويقدم نصا قصصيًا مغايرًا ؟
علاقتي مع الأدب، كانت من باب القصة، وكوني كنت أرسم بشكل جيد، ومن قراء قصص الأطفال، بدأت بكتابة القصص المصورة، حيث كنت أكتب القصص وأقوم برسمها، قبل أن أطور قراءاتي إلى الكتب الأدبية، فكتبت القصة القصيرة، وكانت هي وسيلتي للتواصل مع برنامج (ما يكتبه المستمعون)، والأستاذ الأديب “سالم العبار”، قبل أن أجد في الشعر بغيتي وأنحاز إليه بشكل كبير.
لكن كما أشرت سابقًا، اللحظة الإبداعية تفرض على الكاتب في بعض الأحيان القالب الذي تكونه، بالتالي أمارس الكتابة القصصية بين الوقت والآخر، وعلى فترات متباعدة.
حكايات روز، هي مجموعتي القصصية الأولى، وفيها جمعت ما كتبت من قصص قصيرة، قديمة وحديثة نسبياً.
ولا أخفيك، لدي مجموعة قصص قصيرة أخرى، أفكر في تجميعها وإصدارها في كتاب.
– إصداراتك باللغة الإنجليزية، على ماذا تعول من خلالها؟
ليس لي من إصدارات باللغة الإنجليزية، إلا إعدادي كتابين لصالح مكتب الترجمة، بالاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، حيث طلب مني تجهيز ما يشبه الأنطولوجيا للشعر والقصة القصيرة.
فقمت بتجهيز هذين الكتابين، وتسليمهما لمكتب الاتحاد، الذي قام بنشرهما ضمن مشروعه للترجمة، وتم نشرهما العامين 2018 – 2019م.