منصة الصباح

المثقف والمجتمع ….من أغلق الباب في وجه الآخر (1)

حنان علي كابو

يكمن دور المثقف الحقيقي في رفع وعي المجتمع من خلال تغيير توجهات فئاته ،بأسلوب فيه من الجاذبية ليقترب ويكون دوره فاعلا يلامس الحقيقية ويكشف عن ثغراته بلغة محببة

فلماذا كبرت الهوة بين المثقف الذي اعتلى منبر الحقيقة ولماذا تقوقع المجتمع بكل أجناسه وأطيافه بعيدا عنه
ولماذا أصبح ما يعرف بالمؤثر هو البديل الذي لا غنى عنه …ولماذا فضل المثقف الصمت طويلا .

يعود بنا الدكتور محمد قصيبات أديب وكاتب إلى القرن الخامس عشر الذي حدثت فيه ثورة عالمية وهي اكتشاف الطباعة؛ يقول ” قبلها كان للنُسّاخ مكانةٌ اجتماعية مهمة، وفي القرنِ الواحد والعشرين يمكن القول أنٌنا عُدنا إلى عصور ما قبل غوتنبيرج، عُدنا إلى عصرِ الثقافةِ الشفهية و صار اللسانُ أكثر أهمية من القلم”

ويعرج بنا قصيبات إلى ظهور المؤثر مضيفا ”
بقى المثقفُ مع قلمه في الوقت الذي فُتحت فيه الساحة للمؤثرين
الحقيقة لا المثقف ولا المؤثر انتبه إلى العصر الذي سيطرت فيه التجارة
فلا أهمية لما يقوله المؤثرون بل الأهم هو عدد المتابعين لبث الدعاية
. هذا الأمر لم يحدث في عصر الكتاب..

فنحن لا نجد رواية تُقطع فصولها من أجل ترويج بضاعة ما.

في عصرنا الحالي حتى الساسة في الديمقراطيات “المحتضرة” صاروا يلجؤون للمؤثرين من أجل أن تربح تجارتهم
. وسط كل هذا لا يجد المثقفون مكانًا يليق بهم فاغلقوا الأبواب على أنفسهم إنهم يكتبون الآن من أجل الكتابة ويشعرون بعبثية ما يكتبون.

. لقد فضل المثقفُ الصمتَ في انتظار مرور العاصفة.

كم من الزمن سينتظر ؟ ..
لا أعلم

وفي نفس السياق تضيف أحلام المهدي الكاتبة الصحافية قائلة:

“بالنسبة للمؤثر، نعم هو مؤثر أو على الأقل مُتاح لأنه يحتل كل منصات السوشيال ميديا”

وتشير إلى أن هناك غزو لصناع المحتوى قائلة ” أيا كان ما يصنعونه
يقابله انخراط حتى للمثقف في هذا الغزو، الجميع اليوم يتبع التريند ويكتب عن المؤثرين ويساهم من حيث لا يعلم في مضاعفة أثرهم.

.! وهذا ربما ما جعل المثقف ينضم للآخر العادي الواقع تحت تأثير المؤثر

وتعلل لماذا كبرت الهوة بين المثقف والمجتمع؟ قائلة
برأيي أن الهوة الحقيقية موجودة الآن بين المثقف والثقافة، أما المجتمع فقد تماهى معه المثقف وأصبح تابعا وفيا له، يعيش حسب شروطه وشروط المؤثرين الفاعلين فيه
.تضيف المهدي وحول تفضيل المثقف الصمت جراء ما يحدث؟

“هذا يأتي ضمن حالة التماهي مع المجتمع ومحاولة التأقلم معه بعيدا عن الصدامات التي دائما في الحالة الليبية تؤذي ولا تحدث أي أثر”.

شاهد أيضاً

الثروة البحرية تؤكد التزامها بدعم جهود تنمية مصائد الأسماك

أكد وزارة الثروة البحرية التزامها الكامل بدعم جهود التنمية المستدامة لمصائد الأسماك وحماية مواردنا البحرية …