منصة الصباح

تفسير الظواهر

د بلقاسم عمر صميدة

إن بناء نظرية مترابطة ومتكاملة تصلح لتفسير الظواهر وتستطيع الاجابة على كل الأسئلة لهو أمر صعب وعصى على العلماء ، وهو أمر ليس بالسهل والهيّن”، وهذا تعليق احد فلاسفة العلوم فى جامعة (نورث كارولينيا ) البروفسور “سام ماكي” ، في تصريحٍ ينمُّ عن التواضع أكثر من أي شيءٍ آخر. إلا أن هذا الفرع من فروع المعرفة لا يلقى، حسب تقديره، ما يستحق من الاهتمام. ونحن نعلم أن علماء الفيزياء والكيميا بحجم وأهمية “أينشتاين” بذلوا جهودًا ومحاولاتٍ في هذا المضمار، ولم يسلمو مع ذلك من التهكُّم على جهودهم تلك، والهُزء بها؛ فأورث ذلك الخوف فى نفوس باحثى اليوم من مغبة معاودة الكرّة ، أو ارتياد هذا الطريق، على حد قول الفيلسوف (ماكي) ، الذي يضيف: “إنْ كان لنا أن نتطلَّع إلى نظرية لكل شيء، فلن تتأتَّى إلا من شخصٍ عبقري قد حاز من النجاح والإنجاز ما يعينه على الوقوف ضد تيار السخرية ، وهذا امر صعب ، فحتى الانبياء والرسل عليهم السلام والمصلحين الذين حاولوا تغيير مفاهيم الناس الخاطئة تعرضوا للسخرية ،وليس ايجاد نظرية تستطيع تفسير كل شىء هو المعضلة ، بل ان التفريق بين المعلومات الصادقة والمعلومات المضللة هى الاخرى معضلة مستعصية تقف حائلا امام الناس للمعرفة الصحيحة وايجاد التبريرات المقنعة ، فثمة ثغرات تعتري فهمنا للكيفية التي تنتشر بها المعلومات المغلوطة والأخبار عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، كما جاء في افتتاحية دورية ” نيتشر ” الاسبوعية ، فهناك من الباحثين مَن يرى أن حجم التعرُّض للأكاذيب يشوبه كثير من التضخيم والمبالغة. أما الرسالة التي يقصدون إليها من وراء ذلك فهي أن المعلومات المضلِّلة يمكن كبحُها وخفض منسوبها. إلا أن ذلك يتطلب من مواقع التواصل الاجتماعى ان تتيح للعلماء والمصلحين الاطلاع على البيانات ومحاولة تنقيحها قبل اطلاقها وفقًا لما ورد في الافتتاحية، كما يستلزم من الجهات التنظيمية والرقابية إرغام هذه المنصَّات على الانصياع لهذا المطلب ، وهذا امر لن تقبله المنصات لاعتمادها على الاعلانات والتجارة والربح والإثارة ولفت الانتباه ، فمفهوم الربح وعدد المتابعين يسبق الصواب والخطأ عند اصحاب مواقع التواصل الاجتماعى ، والضحية هما الحقيقة والانسان .

شاهد أيضاً

مُشاركة ليبية في كتابٍ عالمي حول ثقافات السلام

  شاركت عميد كلية اللغات بجامعة بنغازي “د.هناء البدري”، رفقة أخريات من فلسطين، والسعودية، وبريطانيا، …