نبيل بالخير
عضو الجمعية الليبية لعلوم البحار
وناشط في مجال البيئة البحرية
يُعدّ صيد السردين من أهمّ مصادر الرزق في ليبيا، وتتنوع أساليب الصيد عبر الساحل الليبي. نسلّط الضوء اليوم على طريقة “اللمبارة” التي تُستخدم في بدايات ونهايات الشهر العربي، حيث يزداد صيد السردين والكوالي مع غياب القمر.
رحلة تبدأ مع غروب الشمس:
ينطلق قارب كبير يُسمى “الماتور” حاملًا مجموعة من البحارة، ويجرّ خلفه قاربين أو ثلاثة قوارب “فلايك”. في ليلة لا قمر فيها، تُضاء كلّ “فلوكة” بمصباح غاز قوي يُسمى “لمبارة”.
تحديد الموقع وبدء الصيد:
يصل الماتور إلى الموقع المُحدد من قبل “الرايس” (ربّان السفينة) على عمقٍ مناسب. تُثبّت إحدى “الفلايك” في مكانها باستخدام المخطاف لمنع التيّارات من تحريكها.
يُشعل البحارة “اللمبارة” بينما يتولّى شخصان مراقبة تجمع الأسماك تحت “الفلوكة”. تُكرّر العملية مع باقي “الفلايك” في مواقع أخرى.
“التحليق” بكسر حرف الباء وجمع الأسماك:
يبتعد الماتور عن “الفلايك” منتظرًا إشارة من البحارة لبدء “التحليق”. يدور الماتور حول “الفلوكة” ملقياً الشباك، لتُصبح “الفلوكة” في المنتصف.
يسحب باقي البحارة خيوط الشباك من الأسفل، لتتخذ شكل قمعٍ يُحاصر الأسماك داخله. تُستخدم شباك داكنة ذات عيون ضيقة لمنع هروب السمك، بينما تسمح بمرور الماء.
“الكُب” بضم ةالكاف وفرز الأسماك:
بعد حصر السمك، تُنزل شبكة على شكل قمع تُسمى “كُب”. تُجمع الأسماك داخل “الكب” و تُسحب إلى المراكب.
يتمّ فرز الأسماك حسب النوع والحجم ووضعها في صناديق بلاستيكية “قابية” سعة كلّ صندوق 20 كيلوغرامًا تقريبًا.
الأسماك المستهدفة:
تركز رحلة الصيد على اصطياد الأسماك الزرقاء،
أهمّها: السردين، الكوالي، البوقا،
مع إمكانية صيد أسماك أخرى كصيد عرضي مثل الشلبة والبريما.
نهاية الرحلة وفوائدها:
مع طلوع الفجر، تعود القوارب حاملةً حصيلة الصيد.
يُعدّ السردين من أكثر الأسماك تأثيرًا على أسعار السوق، حيث تُقلّ الأسعار مع ازدياد تواجدها.
تُعدّ طريقة “اللمبارة” من الطرق الفريدة لصيد السردين في ليبيا،
وتُساهم في توفير مصدر رزقٍ هامّ للعديد من العائلات.
نأمل أن تكون هذه
المعلومات قد ساهمت في إثراء المكتبة البحرية
وتعريفكم بإحدى طرق الصيد المُستخدمة في بلادنا.