منصة الصباح

التمريض

يحتفل العالم بأسبوع التمريض بداية من يوم 12 مايو من كل عام لتسليط الضوء على التمريض وما يقوم به
من عمل إنساني وأخلاقي ورسالة سامية ، والتمريض عمره من عمر الإنسان ، وأقدم من الطب ، وبدايته غريزية في رعاية الأم لأبنائها وعائلتها ، ورعاية النساء لبعضهن في الحمل والولادة والرضاعة ، ورعاية اليتامى والمعاقين ورعاية المرضى ، وفي كل الحضارات والتاريخ الإنساني كان للتمريض ورعاية المرضى شأن عظيم يقوم به العامة وغيرهم من رجال الدين والنبلاء والسلاطين ، وكان له شأن كبير رئيسي في الحروب ورعاية الجرحى والمصابين ، وفي أنتشار الأوبئة والأمراض المعدية ، وفي ليبيا إلى وقت قريب كان المجتمع يعتمد على التعاضد والثقافة الصحية التقليدية بالوسائل الطبيعية المتاحة ، وكان للقبالة دور عظيم في الولادات إلى نهاية سبعينات القرن الماضي ، ومن الخمسينات كان للتمريض على ندرته الدور الأساسي في تقديم الخدمات الصحية في المدن والقرى والنجوع ، وكانوا أطباء بالنسبة للمجتمع وهكذا الناس ينادونهم ، وأهتمت الدولة بأستجلاب التمريض بأعداد كبيرة من دول كثيرة ، وأسست مدارس ومعاهد التمريض بالمستشفيات ، وأنخرطت أعداد متزايدة عام بعد عام من الجنسين ، وكان لوجود العناصر الأجنبية فرصة للتمريض الليبي للاحتكاك بمدارس وخبرات تمريضية مختلفة ، والتمريض تقوم على عاتقه معظم الخدمات الصحية إن لم تكن جلها
، وإعتمد التمريض على الملاحظة والتدريب والتجربة ، ومن ثم التعليم النظري والتدريب العملي المحاكاة والتدريب السريري ، ويستمر التعليم والتدريب السريري مدى الحياة لمجاراة التطور العلمي والتقني والفني ، والعالم الآخر أستثمر كثيرًا في التمريض بالتعليم العالي والبحث العلمي والتمريض المتخصص،
ومع التقدم التكنولوجي الطبي يزداد الإعتماد على التمريض والفنيين الصحيين والمسعفين الأقرب للأطباء ، ولهذا كان الاتجاه نحو التعليم العالي والتدريب السريري المستمر المتقدم لكل هذه التخصصات الصحية والطبية المساعدة التي تقوم عليها جميع الخدمات الصحية من الاستباقية والوقائية والفردية والمنزلية إلى الرعاية الأولية والاستشفائية والتأهلية ، ونظرًا لسرعة التطور التقني والتكنولوجي والمعرفي وللنقص الحاد عالميًا في القوى العاملة الصحية ، وللحاجة الماسة لزيادة السعات السريرية والتوسع في المرافق الصحية المتكاملة التي تجمع كل مستويات الخدمات الصحية الجسدية والنفسية الوقائية والعلاجية في مكان واحد لخدمة الفرد الواحد في كل تجمع سكني ، لذلك بالضرورة زيادة توجيه التعليم لتكوين القوى العاملة المطلوبة لشغل الوظائف الصحية المتعددة والمتخصصة والمتنوعة
، وضرورة معالجة القوى العاملة الصحية الحالية بوضع برامج تدريبية وتأهيلية مستمرة ومكثفة ، وبرامج تجسير علمية وعملية لرفع الكفاءة والقدرات ، والتوجه للتعليم الجامعي والمعاهد العليًا ليس إلا ، والانتهاء الفوري من ما هو دون ذلك ، مع المعالجات القانونية والإدارية والفنية والمالية لكل التخصصات والخبرات وطبيعتها وما يجب لها من مواصفات ومعايير وخصائص وتوصيف ومداخيل ، وتسلسل وسلالم وظيفية فنية ومهارية وإبداعية وعطاء إنساني ، إن التحديات والتهديدات الصحية في تزايد مستمر وتتفاقم مع النقص في القوى العاملة الصحية المؤهلة ، والنظام الصحي الضعيف والهش والمفتت ، ومع الأمية الصحية في المجتمع ، ولن تتحقق تنمية حقيقية ولا مستدامة للمجتمع إن لم تتخد الاجراءات الجادة في إصلاح التعليم والصحة لتحقيق الرفاه والعافية.
علموا التمريض تعليم متقدم بمعايير عالمية ليقدم لكم خدمات صحية مأمونة وبكفاءة وجودة عالية .
الصحة والرفاه حق
د.علي المبروك ابوقرين

شاهد أيضاً

كتاب “فتيان الزنك” حول الحرب والفقد والألم النفسي

خلود الفلاح لا تبث الحرب إلا الخوف والدمار والموت والمزيد من الضحايا.. تجربة الألم التي …