منصة الصباح

أسئلة عاجلة…. وإجابات مؤجلة

باختصار

بقلم/ د. علي عاشور

قبل أكثر من أسبوع عجت مواقع التواصل الاجتماعي الليبية بالإعلان عن حملة مقاطعة سلعتي الدجاج والبيض، بعد أن ارتفعت أسعارهما إلى ما لا يمكن السكوت عليه، إذ وصل سعر طبق البيض الواحد إلى أكثر 21 دينار، بينما حلق سعر الكيلو الواحد من لحم الدجاج إلى ما يقترب إلى 20 دينار.

المعلنون عن الحملة أرادوا من المقاطعة أن تكون شعبية وواسعة وطويلة، لكي يكون لها تأثير قوي وكبير في خزائن التجار المستغلين لهاتين السلعيتين، فتبور تجارتهما، وتنخفض أسعارهما فيستطيع جميع المواطنين شرائهما، وكذلك ليكون هؤلاء التجار عبرة لغيرهم من تجار السلع الاستهلاكية الأخرى الذين يستنزفون جيوب أبناء الشعب الليبي المعتمد أغلبه على المرتبات.

ولكن تمة أسئلة سوف تجيب الأيام القادمة عنها لا محالة، أهمها: هل ستنجح هذه الحملة؟ هل ستكون هناك مشاركة شعبية مجتمعية واسعة لها؟ بمعنى أخر هل ستلتزم كافة شرائح المجتمع بما نادت به هذه الحملة؟ وهل لدينا نحن الليبيون من التضامن والتعاون ما يأهلنا إلى أن نتصدى للتجار المستغلين؟ وهل لدينا من الوعي المجتمعي ما يجعلنا نتوحد -ولو مرة واحدة- على أمر نتفق جميعنا أنه يضرنا ولا ينفعنا؟ .

إذ أن نجاح حملات المقاطعة يحتاج تضامناً شعبياً واسعاً من أبناء الشعب، فالهدف الأسمى لتلك الحملات هو محاربة الجشع والطمع الذي يمارسه بعض التجار أو أصحاب الشركات المحتكرة لسلعة أو سلع ما، وهذا يحتاج لأن يتوقف الجميع (الغني قبل الفقير) على شراء السلع المعلن عن مقاطعتها، لا أن يتوقف الفقير بينما يستمر الغني في اقتناء تلك السلع بشراهة دون أي إحساس بما يمر به أبناء بلده، الأمر الذي يتطلب وعياً مجتمعياً من نوع خاص، مع وجود ثقافة الإحساس بالغير عند أبناء الشعب الواحد، عندها سوف يخضع التجار وأصحاب الشركات التجارية للاعتذار للمستهلكين، ومراجعة سياساتها التجارية، والعودة إلى الأسعار الاقتصادية، التي تتناسب وميزانية أبناء المجتمع ورغباته… فهل لدينا هذا كله لكي تنجح حملة مقاطعة البيض والدجاج في مجتمعنا الليبي؟.

 

شاهد أيضاً

صلاح البلاد في إصلاح التعليم

للتذكير جيل الخمسينات وانا أحدهم كانت الدولة حديثة العهد وتفتقر للمقومات ، والمجتمع يعاني متلازمة …