بقلم / عبد الرزاق الداهش
ثلاثة أخطاء شائعة، أو تصورات شائعة، شكلت الذهن الليبي، أو عقول غالبية الليبيين، وقد تحولت إلى ثقافة سائدة، وأهم من ذلك مضرة.
الخطأ الأول وهو الاعتقاد بأن المرتب حق، وأن من يعمل في غير دواليب الدولة عاطل عن العمل، وصار وجبا على الدولة توظف كل من يصل سن العمل.
الخطأ الثاني وهو أن مرتب الحكومة هو الدخل الآمن الوحيد، وأي دخل في مؤسسة غيرها يمكن أن يتبخر في أي وقت.
أما الخطأ، هو الخلط في فهم الحكومة بدل التعامل معها كمؤسسة تدير المال العام، وإلى النظر إليها كمالك للمال العام.
ونتيجة لهذه الأخطاء الثلاثة تحولت الحكومة من وظيفة تحسين سوق العمل، وتوسيع قاعدة الاستخدام، لتصبح سوق العمل الوحيد.
كما انزلق الاقتصاد نحو نموذج الاقتصاد المترهل، الذي يعتمد على التوظيف الحكومي، والأجور الزهيدة، والدعم العيني.
والأسوأ من كل ذلك هو تعامل الحكومة، أو التعامل معها، كمالكة للمال العام، وليست مديرة له، وبدل تطبيق الحكم الرشيد في إدارته، تستعمله بما يخدم أغراضها السياسية، والأمنية.
ولهذا لابد ان يتبدل المفهوم، من حق المواطن في وظيفة، ومرتب، إلى حقه في العمل، والحصول على دخل، ولو مكافأة باحث عن عمل.
ولهذا أيضا لابد من إعادة الثقة في العمل خارج جهاز الدولة كدخل آمن، وتبديد الخوف من التأميم، والمصادرة الحكومية، التي شكلت ثقافة المرتب الحكومي الآمن.
ولعل من المهم أن يدرك الناس بأن الحكومة لا تملك المال، هي من فقط من يديره، أم المالك فهم الناس أنفسهم.