زكريا العنقودي
1-رحم المنامات !!
لم يعش سوى لحظات..لكن بكاه الجميع ، وحين زفوه للمقبرة كانوا وكــأنهم يشيعون شيخا لقبيلة أو قاض للديار ، ازدحم الناس حتى أنهم اعلنوا ان العزاء مقبول جمعا .
لطمت الخدود …
و ناحت الباكيات ..
أما الاطفال فقد قيدهم الذهول وسرقهم السراب .
رثاه الشعراء بألف قصيدة .. وخلده الكتبة والقصاصون تاريخاً وحكايات .
فلم يكن طفلاً عاديا , كان جميلاً اشقر الشعر ، وبعينين زرقاوين بل حتى إنه كان بجناحي ملاك .
لم يعش الا لحظات ..مع أنهم انتظروه من كذا الف الف عام .
متناسين وفي غفلة منهم أن قدر الحلم أن لا يعيش الا في رحم المنامات …
2-زهايمر ايضاً
يحكيلي .. بحرقة و قد جاوز الستين يشكو من النسيان .
لم تعد ذاكرتي تعمل بشكل جيد ،
يبدو أنني كبرت باكراً ، فقد كان يفترض وكلما وصلتني رسالة الراتب ان اذهب لمصرف الجمهورية فرع الجديدة .
لكنني لم انتبه لكوني ضيعت السبيل ، إلا وموظف ادارة الضرائب بشارع عمر المختار وهو يرد علي الشيك بكل لطف ناصحاً .
(هنا نسحب المال منك ياحاج هنا لا نعطيه ) .