منصة الصباح

حكايتان (2)

زكريا العنقودي

 

1-رحم المنامات !!

 

لم يعش سوى لحظات..لكن بكاه الجميع ، وحين زفوه للمقبرة كانوا وكــأنهم يشيعون شيخا لقبيلة أو قاض للديار ، ازدحم الناس حتى أنهم اعلنوا ان العزاء مقبول جمعا .

لطمت الخدود …

و ناحت الباكيات ..

أما الاطفال فقد قيدهم الذهول وسرقهم السراب .

رثاه الشعراء بألف قصيدة .. وخلده الكتبة والقصاصون تاريخاً وحكايات .

فلم يكن طفلاً عاديا , كان جميلاً اشقر الشعر ، وبعينين زرقاوين بل حتى إنه كان بجناحي ملاك .

لم يعش الا لحظات ..مع أنهم انتظروه من كذا الف الف عام .

متناسين وفي غفلة منهم أن قدر الحلم أن لا يعيش الا في رحم المنامات …

 

2-زهايمر ايضاً

 

يحكيلي .. بحرقة و قد جاوز الستين يشكو من النسيان .

لم تعد ذاكرتي تعمل بشكل جيد ،

يبدو أنني كبرت باكراً ، فقد كان يفترض وكلما وصلتني رسالة الراتب ان اذهب لمصرف الجمهورية فرع الجديدة .

لكنني لم انتبه لكوني ضيعت السبيل ، إلا وموظف ادارة الضرائب بشارع عمر المختار وهو يرد علي الشيك بكل لطف ناصحاً .

(هنا نسحب المال منك ياحاج هنا لا نعطيه ) .

شاهد أيضاً

زيادة الوزن وطريق الموت

مع شاهي العصر: توجد دولة في جنوب أمريكا اسمها بوليڤيا بها شارع يعد أخطر شارع …