عبدالرزاق الداهش
كتلة السيولة التي تلف وتدور بين “براويط” سوق المشير، والخزائن المنزلية، وتحت البلاط تلامس ما يقرب من 65 مليار دينار.
نسبة عالية من هذه الأموال الشاردة والتي تدور خارج المصارف تعود لبارونات تهريب المخدرات، والوقود، والبشر ، ولمنظمات اخري للجريمة المنظمة.
معظم صفقات بيع المزارع، والعمارات، والأراضي تتم بصناديق كرتون من الأوراق النقدية غير المشروعة.
والأسوأ من كون هذه الأموال خارج المنظومة المصرفية هو تسللها لهذه المنظومة، لتجييرها، وشرعنتها.
وفي ليبيا ولعل ليبيا وحدها، تتحول السيولة إلى سلعة تباع مثل الحليب، والمرطبات، والسجائر.
الغريب أن الليبي الذي يقوم ببيع الكاش مقابل الصك يحصل على نسبة فائدة، ويدخل أمواله المنظومة المصرفية، يعني المكسب مكسبين.
ملايين من الدينارات تدخل المصارف كل يوم وتتحول إلى نقد اجنبي ولا من احد يسأل عن مصدر الدينار، أو أين سيطير الدولار.
في العالم قد تلف مدينة كاملة، ولا تحصل على سندوتش، مقابل نقود كاش.
أما في بلادنا فيمكن شراء باخرة بكم مليون محمولة في سيارة نقل المثلجات.
تأخرنا ولغير من سبب في تطوير وسائل الدفع الإلكتروني الأكثر أمانا، وساهم ذلك في تمويل الفساد، والنهب، والحروب، وربما الإرهاب ايضا.
وتحولت ليبيا إلى مغسلة كبيرة للأموال، وعلى نفقة الليبيين.