محمد الهادي الجزيري
رفضوهم في الغرب ..رفضا قاطعا واتهموهم بشتّى التّهم ..، منها تهمّ صحيحة وموثقة وتاريخية ..، منها محاولة إيجاد دولة داخل الدولة ..، والسيطرة على المال العام بطرق مختلفة ما أنزل الله بها من سلطان ..، ومنها خلق مجتمع منغلق على نفسه وحسر اجتماعاتهم وأفراحهم وأحزانهم على العرق اليهودي لا غير ..، فرفضهم الغرب وكان أوّل وأشهر من فعل بهم ما فعل ..هو هتلر الذي كان يريد محوهم من الوجود ..، وكان أن هزمت ألمانيا ..وظهرت قوّة عالمية لأوّل مرّة اسمها أمريكا ..وربيبتها بريطانيا فكانت النكبة التي أراحت أوروبا منهم ..وابتلَى بهم الفلسطينيون أوّلا..، والعرب ثانيا منذ ما يقارب القرن من التشريد والنفي والتجويع والقتل المبرمج والتهميش العلني … ألقوهم بدعم كبير بريطاني إلى أرض فلسطين…، وكم يُصابون بالصمم والصداع كلّما ذُكرتْ مسألة رجوعهم إلى بلدانهم في أوروبا..، وانتقلت اللعبة إلى العمّة أمريكا حكومة لا شعبا .. ( فالشعب استيقظ من نومه ..وقريبا ينتفض ) ، فقد فاقتْ كلّ حلفاء اسرائيل في دعم التقتيل والتنكيل بشعب أعزل يريد الاستقلال والحرية ..يريد أن يعيش حرّا مثل كلّ الشعوب الأخرى ..، وأمريكا تقول : لا .. ولكن دعنا من هذا الجور الفادح ..، ولنتساءل ..ماذا فعل العرب لليهود..؟ ألم يعيشوا معنا دهورا ومنهم من ارتقى في الرتب وأمسى مسؤولا أو حتى وزيرا… وآخر هذه الشواهد الحديثة من زمننا الحاضر ، تعيين رونيه الطرابلسي.. أول وزير يهودي بتونس منذ 60 عاما..وقد سبقه وزيران من نفس العقيدة ..منذ الاستقلال وقبله ..، ولقد عُيّن وزيرا للسياحة سنة 2018 …. وللتذكير فقط أورد مثالا من التاريخ العربي الإسلامي ..، لنتبيّن الخطّ الأبيض من الخطّ الأسود ..، ولكي نعرف من أوغل في دم الآخر ..ومن قاوم وسيقاوم إلى أن يستردّ حقّه ويثأر لطابور الشهداء ولآلاف الجوعى اليتامى المقهورين ..، أورد مثلا : ” جيوَرجيس بن بختيشوع طبيب المنصور، كان يهودياً فيلسوفاً كبيراً عَلَت منزِلته عنده فأعلى مكانته حتّى على وزرائه، ولما مرِض أمر المنصور بحمله إلى دار العامة وخرج ماشياً يسأل عن حالُه، وحينما طَلب من الخليفة أن يعود إلى بلده ليُدفَن فيه مع آبائه وأجداده، أمر بتجهيزُه ومَنحه عشرة آلاف دينار، وأوصى من معه بحمله إذا مات في الطريق إلى مدافن آبائه كما طلب ” وقد أقرّ المؤرخ والأكاديمي الإسرائيلي المناهض للصهيونية آفي شلايم بأنّ اليهود عاشوا في انسجام مع المجتمعات العربية ولم يتعرضوا للنفي والتهجير، وأن معاداة السامية تعدّ ظاهرة أوروبية بحتة بخلاف ما تروج له الرواية الرسمية الصهيونية..، فما شأننا نحن ؟ ماذا فعلنا… لندفع ثمنا باهظا.. عن ألمانيا وعن هتلر ومن يقفون في صفّ هذا الكائن المشوّه المزري ..، وآخر الكلام : سنبقى هنا ..وسندفع من دمنا ولحمنا ..حتّى ننتصر…