منصة الصباح

شهر رمضان…..وفلسفة النسوان

باختصار

أعي جيداً أن مقالي هذا سيثير حفيظة الكثير من القراء، لاسيما معشر النساء، ولكني أنشره في صفحة خاصة بالرأي، ورأي الكاتب لا يضر إن لم يكن موافقاً لآراء شريحة من القراء.

كما أعي أيضاً أن المرأة الليبية قدمت ولازالت تقدم بل وتفوقت في شتى الميادين،  ولكني أكتبه نتيجة لمشاهدتي لأحد المشاجرات الرمضانية بين زوجين في منتصف يوم ربيعي يميل إلى أن يكون حاراً، فبينما كنت متوقفاً في إشارة المرور شد انتباهي أن صوت شجار يحدث داخل السيارة الممتلئة بالأطفال الملاصقة لسيارتي، فإذا بها سيدة تقول لزوجها وبصوت عالٍ: مادخلنيش فيك دبر راسكلازم أكثر من لبسة لكل واحد. وهو يصرخ: تسحابيني الصديق الكبير والإ شنو؟. عندها فهمت سبب الخلاف.

 فتساءلت في نفسي عن الأسباب التي تجعل من سيدة يفترض بها أن تكون على معرفة بالظروف المادية لزوجها أن تقول ما قالت؟ بل وتخلق مشكلة بينها وبين والد أبنائها، والتي قد لا تنتهي إلا بكارثة أسرية..؟ وما الفلسفة التي يتبناها هذا النوع من النسوان في التدبير المنزلي؟.

عندها عدت بذاكرتي لبحث كنت قد أجريته نهاية 2020م، عن ظاهرة الطلاق في ليبيا، تحديداً أسباب الظاهرة، والذي كان أهمها العامل الاقتصادي.. فإحصائيات الظاهرة تبين أن عام 2017م، زادت فيه نسبة حالات الطلاق بشكل مبالغ فيه عن بقية السنوات السابقة واللاحقة له، الأمر الذي لم أجد تفسير له إلا ارتباط الموضوع بسعر صرف الدولار، حيث سجل ذلك العام أكثر ارتفاع له عن بقية السنوات، لهذا نستطيع القول أن شريحة من النساء الليبيات لا يقدرن الوضع الاقتصادي للزوج الذي يتأثر وتتأثر نفسيته بسعر صرف الدولار وانخفاض  قيمة الدينارفالكثير من معشر النسوان في مجتمعنا الليبي تتبنى فلسفة أن الزوج عليه توفير المطلوب ولو كان غير ضروري، سواء كان سعر الدولار بدينار، أو صعد سعره للعشرة دنانير…. على عكس تصرفاتها عندما كانت في منزل والدها، فقد كان أغلبهن لا تملك الجرأة على هذه المشادات والمطالبات غير المنطقية من والدها، والحقيقة أن هذه فلسفة ليست خاصة بنساء مجتمعنا الليبي فحسب، بل هي فلسفة تتبناها غالبية معشر النسوان  في العالم الثالث، فهل الإشكالية في ثقافة ووعي هذه الشريحة من النساء؟ أم أن الأمر لديه أسباب أخرى؟.

د.علي عاشور

شاهد أيضاً

زيادة الوزن وطريق الموت

مع شاهي العصر: توجد دولة في جنوب أمريكا اسمها بوليڤيا بها شارع يعد أخطر شارع …