المخدرات ؛ عالم آخر مليئ بالأوهام والحقائق والمشاعر المزيفة ، يهرب إليها البعض بحثاً عن السعادة الوهمية التي سرعان ما تنتهي الى كابوس مظلم ، وهو الادمان وما يتلوه من أمراض نفسية وجسمانية.
حول الأمراض النفسية التي تصاحب ادمان المخدرات ، وبالتحديد مرض الفصام ، كان لنا هذا التقرير …
الفصام :
وهو أحد الأمراض العقلية التي تصيب العقل البشري وتصاحب ادمان المخدرات ، وعادة ما يظهر أعراض هذا المرض من سن 15 وحتى 45 عاماً ، وهو عبارة عن مجموعة من الاضطرابات العقلية والنفسية التي تصيب الأفكار والمشاعر ، ومن ثم تنعكس على التصرفات ، وتتراوح نسبة المدمنين المصابين بهذا المرض حوالي 10 % .
أعراض مرض الفصام :
عادة ما يصاحب مرض الفصام مجموعة من الأعراض ، من أهمها :
1- اضطرابات التفكير :
بما ان الحديث هو مرآة الفكر ، فعادة ما تظهر هذه الاضطرابات بشكل واضح أثناء الحديث ويتم قياس تلك الاضطرابات من خلال تمسك المريض بأفكاره الغير منطقية وفشل العديد من محاولات الاقناع ، ومن أشهر الضلالات التي تصاحب الفصام الناتج عن الادمان هي ضلالات الاضطهاد ، وضلالات العظمة ، وضلالات التحكم ، وضلالات التوهم.
2- عدم القدرة على التعيير عن مشاعره :
وهذه من أبرز الأعراض التي تظهر خلال المراحل المتأخرة من هذا المرض ، وخلال هذه المرحلة يفقد الشخص قدرته على التعبير عن مشاعره ، فيصبح أكثر سطحية ومتبلد المشاعر وأحيانا كثيرة تناقضها وهذه الأعراض تظهر نتيجة تعاطي المواد شديدة الدرجة الادمانية.
3- الهلاوس السمعية والبصرية :
وهذا العرض من أهم الأعراض التي تؤكد الإصابة بمرض الفصام ، وتبدأ بالتعرض لنوبات من الهلاوس السمعية ، ومن ثم البصرية ، وأحياناً أخري الإثنين معاً ، فقد تجد المريض يرى اشخاصاً غير موجودين في الواقع ويتحدث معهم ويضحك تارة ويبكي تارة اخرى ، رافضاً تماماً الاقتناع بأن هذه الاشخاص ليس لها وجود في الحقيقة.
4- اضطرابات السلوك :
وهذا العرض يعد المرحلة المتأخرة من الاعراض السابقة ، حينها تبدأ الهلاوس السمعية والبصرية بالتأثير بشكل واضح على السلوك ، فيبدأ يظهر على الشخص المصاب مجموعة من الأعراض الغريبة والشاذة، فتجده أحياناً انطوائياً بشكل كبير واحياناً أخرى اكثر يكون اجتماعياً بطريقة مثيرة للدهشة ، واحيانا يتعرض الجسم الى نوبات من التخشب ، بالاضافة الى السلوك العدواني المستمر الذي يظهر في كافة التصرفات التي يقوم بها الشخص المدمن وخاصة في حالة حاجة جسمه الى المادة المخدرة .
5- اضطرابات الدوافع والارادة :
وتعد هذه الأعراض آخر مراحل الإصابة بمرض الفصام ، وخلالها يشعر الشخص المدمن والمصاب بالفصام بعدم الرغبة بالقيام بأي عمل مع عدم وجود دوافع وراء انجاز الاعمال التي كانت تستهويه من قبل ، الأمر الذي يجعله يفشل على صعيد العمل او الدراسة ، ويجلس خاملاً لساعات طويلة.
طرق علاج مرض الفصام :
عادة ما تنقسم مرحلة العلاج الى أربعة خطوات :
مرحلة العلاج الدوائي :
وخلال هذه المرحلة ، يتم العمل على جزئين ؛ الأول هو مرحلة سحب السموم الناتجة عن المادة المخدرة من الجسم ، بالإضافة الى مواجهة الأعراض الانسحابية والتغلب عليها بواسطه العلاج الدوائي ، أما عن الجزء الثاني فهو العمل على معالجة مرض الفصام وذلك عن طريق استخدام مضادات الذهان وفقاً للخطة العلاجية الموضوعة.
2- مرحلة العلاج النفسي :
ويتم ذلك من خلال جلسات العلاج الفردية والجماعية والتي تساعد المريض على تحقيق التعافي النفسي ، الامر الذي يساعد كثيراً على التعافي الجسدي.
3- مرحلة العلاج الاجتماعي :
وتعتمد هذه المرحلة على الوقوف على أسباب الوقوع في كابوس المخدرات ، ومعالجتها ، وذلك لتجنب الوقوع في خطر الانتكاسة .
4- مرحلة العلاج التأهيلي :
وخلال هذه المرحلة يتم تبصير المريض بطبيعة حالته ، بالاضافة الى تأهيله للتعامل مع المجمتع وكافة المشكلات اليومية بشكل طبيعي كإنسان سوي ، وهذا لا يتم الا من خلال متخصصين.
بقلم/ منى المتيم
المصدر : موسوعة الادمان