باختصار
د. علي عاشور
رمضان… هذا الشهر المبارك التي تتضاعف فيه الحسنات، ومناسبة لمن يريد أن يتجاوز عنه ربه السيئات… شهر كريم… خفيف… وسريع… لمن أراد نجاحاً في الدنيا وثواباً في الأخرة.
لهذا يختلف الاستعداد لاستقباله من مجتمع لأخر، بل ومن أسرة لأخرى… لكن نجد أن هناك شريحة لا بأس بها في مجتمعنا الليبي تستعد له بشراء كمية من أدوات الطبخ ومستلزمات المطبخ بشكل مبالغ فيه … حتى أن الأمر يجرنا للتساؤل عن ما إذا كان هؤلاء يطبخون قبل ذلك أم لا؟ وإلا فلما هذه الشراهة في اقتناء هذا الكم من الأدوات والصحون والأجهزة؟ أم أنهم يعتقدون أنه شهر للأكل لا للعبادة؟.
سألت هذه الأسئلة لأحد الأساتذة المتخصصين في علم النفس الاجتماعي فأجاب: إن من يتهافت على الشراء قبيل الشهر الكريم هم قوم إما أنهم يحبون التغيير، أو أنهم يحبون التعبير، أي أنهم يحبون التعبير عن هوسهم بالتبضع والتسوق لاسيما معشر النساء، إذ لا تتوانى أياً منهن على الميزانية المنزلية إذا ما تعلق الأمر بالتسوق للمطبخ، حتى ولو كانت من صاحبات الدخول المحدودة.
من جهة أخرى… نجد أن عدد الساعات التي يعمل فيها الموظف بمقر عمله في هذا الشهر قليلة جداً؛ هذا في حال ذهابه له أصلاً، وإذا ما عاتبته أو لمته عن تغيبه يردد قائلاً: الحال حال صيام… وكأن هذا الشهر هو إجازة غير رسمية للموظفين، مع ادراكهم أنه شهر تتضاعف فيه الحسنات لمن يعمل لا لمن يمضيه في النوم والراحة.
الأمر الذي أجبر الحكومات على وضع توقيت خاص للموظفين في هذا الشهر الفضيل؛ ليغتنموا أيامه ولياليه دون أن يتعطل العمل في مرافقها، أو تتأخر مصالح مواطنيها، فمددت لهم في وقت الحضور لأماكن الأعمال، وغيرت لهم في توقيت المغادرة.
مع هذا كله نجد أن هناك من يجعل من شهر رمضان فسحة للسهر غير النافع ليلاً، وينام طوال اليوم غير مبالي بعمله الذي هو مصدر قوته وقوت أبناءه، فمن باب أولى أن يكون هذا الشهر أكثر الشهور عملاً وانتاجية، لسببين: كثرة الحسنات نظير العمل والمؤمن صائماً، ولأن مصاريف هذا الشهر أكثر من بقية الشهور.