منصة الصباح

حبك الضار!

 

اعتادت غالبية الأسر الليبية العمل والكد بكل ما أوتيت من قوة بدعوى توفير الحياة الكريمة للأبناء.. وترتب على ذلك فى بعض الأحيان لجوء الأباء لطرق مشروعة وغير مشروعة لتأمين ذلك..

وإذا اردنا الواقع نجد للأمهات أيضا نصيبهن من هذة التصرفات حيث بتنا نسمع عن أمهات يواصلن الليل بالنهار فى عمل دؤوب سواء فى العمل العام أو الحرفى من أجل توفير كل شىء للأبناء بداية من الاحتياجات الضرورية للحياة وانتهاء بإقامة أفراحهم وتأسيس أسرة..

كل هذا بدافع الحب والوقوف الى جانبهم.. ولكن وللأسف غالبا ما يكون هذا الإجراء محطما لشخصياتهم، سالبا لتجاربهم، وهناك ارتباط شرطى بين تدفق العطاء وازدياد الكسل والاتكالية،

وهذا ما خلق لنا جيلا من البطالة المقنعة وارتفاع نسبة الراغبين فى الأخذ أكثر من العطاء..

فقد اعتادوا على سهولة الحصول على مايريدون على حساب راحة أب عجوز أو أم مريضة وما شابه..

كل هذا يحدث لأننا نحب أبنائنا حبًا ضارًا.. حبًا لا يعطيهم فرصة العيش وممارسة الحياة بحلوها ومرها ومرارتها.

لقد تطرقت لهذا الموضوع وأنا أرى الكثير من الهموم والوجع يعايش بعض الأباء والأمهات لتوفير ما يلزم ومالا يلزم لابنائهم الذين يعيشون فقط للانفاق..

انفاق ما ادخره الأباء.

وهنا تحضرنى صورة أخرى لبعض الأسر التى تحرص على جعل أبناءها يخوضون التجارب بأنفسهم .. فهم يدرسون ويمارسون هواياتهم ويطرقون أبواب العمل مبكرا ولو فى تجارب تدريبية محدودة

والنتيجة بالتأكيد ستكون ابن واثق وقادر ذو شخصية مستقلة وواعية.

همستى لكم أحبتى..

لا تهبوا أولادكم حبا ضارا، يجعلهم أسيري الأخذ ويحرمون لذة العطاء.. لذة العيش الكريم، فالحياة سلسلة من المراحل، سعيد الحظ من يعيش مراحلها ويخوض تجاربها، ولا نيابة عن الحياة. ودمتم

د . امال الهنقاري

شاهد أيضاً

كتاب “فتيان الزنك” حول الحرب والفقد والألم النفسي

خلود الفلاح لا تبث الحرب إلا الخوف والدمار والموت والمزيد من الضحايا.. تجربة الألم التي …