باختصار
يقترب عدد سكان ليبيا من سبعة مليون نسمة حسب تعداد مصلحة الإحصاء والتعداد سنة 2023م، في طرابلس وحدها ما يزيد عن اثنين مليون ومئتي نسمة، أي ثلث سكان ليبيا تقريباً يعيشون داخل العاصمة، الأمر الذي يفسر الازدحام الكبير في الطرق والشوارع التي ما عادت تحتمل مزيداً من المركبات الآلية، رغم كل الجهود المبذولة من الجهات المعنية لحلحلت المختنقات الطرقية، التي مدت الطرق وشيدت الجسور في مختلف مناطق وضواحي المدينة، ناهيك عن فتح المسارات داخل المدينة وإنشاء الحدائق والمنتزهات، وبضع مواقف للسيارات.
كل هذه الجهود لا يمكن لأي ليبي أن ينكرها، لاسيما سكان العاصمة الذين عانوا وعانت سيارتهم جراء عدم وجود طرق معبدة، وعدم صيانة أخرى منذ ما يزيد عن عشر سنوات، الأمر الذي زاد من تفاقم أزمة ازدحام الطرق وحتى الأزقة المتفرعة منها.
الأمر الذي يجبرنا على الاهتمام -وبسرعة- بقطاع النقل العام، الذي يعد أحد معايير تقدم وتطور المدن والدول، وعدم الاتكاء كلياً على النقل الخاص الذي يعد العامل الرئيسي المساهم في ازدحام المدينة، زد على ذلك عدم تطبيق السائقين لقوانين المرور… الأمر الذي ساهم بشكل أو بأخر على تفاقم مشكلة ازدحام الطرق.
لهذا فإن مدينة طرابلس في أمس الحاجة إلى النقل الجماعي، وقبل ذلك بحاجة إلى نشر ثقافة استخدامه بديلاً عن السيارات الخاصة في التنقل داخل المدينة، لاسيما وأن بالمدينة شركات للنقل الجماعي تمتلك أسطولاً من الحافلات الحديثة والمريحة تجوب في أرجاء العاصمة وضواحيها، وهذا يتطلب حملات إعلامية مكثفة في وسائل الإعلام المختلفة تستهدف سكان المدينة؛ للتوعية بأهمية استخدامهم للحافلات للمساهمة في للتخفيف من ازدحام شوارع المدينة.
بقلم/د. علي عاشور