منصة الصباح

جرائم الحرب على صحة غزة

 

للشهر الخامس والعدو الصهيوني يرتكب جرائم الحرب البشعة على القطاع الصحي الفلسطيني بغزة ، بداية من قطع الكهرباء والمياه والوقود على جميع المستشفيات والمرافق الصحية والمراكز والعيادات الطبية ، منذ بداية الحرب الوحشية الصهيونية على القطاع في السابع من أكتوبر 2023 ، ومنع دخول وتزويد المستشفيات بالأغذية والأدوية والمستلزمات والمعدات الطبية ، وتعرضت معظم المستشفيات والمرافق الصحية للقصف الجوي والبري والبحري بكل الأسلحة الفتاكة ، والحصار بالدبابات والأسلحة الثقيلة ، وتمت الاقتحامات لمعظم المستشفيات
، وتعرضت الأطقم الطبية وسيارات الإسعاف للقصف المتعمد مع انها ملتزمة بكل المتطلبات لقوانين الحرب بالزي والعلامات والاشارات الواضحة ، وراح ضحيتها المئات من الأطقم الطبية ، وصدرت من العدو الصهيوني عدة أوامر متكررة غير قانونية بالإخلاء القسري لأنها لم تراعي متطلبات المستشفيات بما فيها سلامة المرضى والعاملين الصحيين مع عدم امكانية التنفيذ للوضع الصحي الحرج لمعظم الجرحى والمرضى ، وعدم توفر وسائل نقل طبية للاخلاء الطبي الآمن ، وعدم توفر سعة سريرية تستوعب ، ولا الطرق ولا الأماكن امنة ، وتعرضت بعض المستشفيات للتدمير الشامل ، وبعضها تم تجريفها وتدمير المعدات الطبية والكهروميكانيكية ، والعبث بغرف العناية والعمليات والمعامل وبنوك الدم ، مما ادى لخروج معظم المستشفيات عن العمل كليًا ، وهذا ما حدث للمستشفى الاندونيسي والدولي للعيون والمعمداني والصداقة التركي والأوروبي والشفاء والقدس ، وخرجت جميع العيادات الطبية التي يتراوح عددها 72 عيادة طبية عن العمل كليًا ، وتعرض كل المدنيين الذين لجؤوا للمستشفيات للاضرار ، والغالبية منهم من النساء والاطفال وكبار السن وذوي الإعاقات الجسدية والنفسية ، والذين كانوا يتكدسون في الممرات وصالات الانتظار والساحات المحيطة ، مما أنعكس سلبا على النظافة العامة والخاصة للمرضى والمرافقين واللاجئين ، وتسبب الاكتظاظ بامراض متعددة ، وإرباك للعمل ، ومع قطع الكهرباء والمياه والوقود والأغذية فاقم المأساة الانسانية على الجميع بالمستشفيات ، والتضرر الأكبر أصاب المرضى والأطقم الطبية الذين فقدوا معظم عائلاتهم وزملائهم ويعملون في ظروف قاسية جدا وغير آمنة ، ونظرا للأعداد الكبيرة اليومية من الشهداء والجرحى التي فاقت اضعاف اضعاف القدرات الاستيعابية للمستشفيات ، وفوق قدرات الأطقم الطبية الذي تزامن مع النقص الحاد في الأطباء والتمريض والكثير من التخصصات الطبية الدقيقة التي تتعامل مع جرحى الحروب ، والحرب الصهيونية اكثر فتكًا وتدميرا من اي حروب اخرى في تاريخ البشرية نظرا لاستخدامها أسلحة فتاكة ، ونظرا للحرب المتواصلة للشهر الخامس على التوالي وخروج معظم المستشفيات عن الخدمة ، ونفاذ الأدوية مما اضطر لإجراء عمليات بتر الأطراف بدون تخدير واستخدام مطهرات غير طبية ، وللنزوح القسري الذي يتعرضون له كل سكان غزة ، تحت النيران والقصف المتواصل ، وتدمير المئات من سيارات الإسعاف ، وصعوبة التحرك لعدم وجود شبر واحد آمن في غزة يسمح بإنقاذ المصابين والجرحى او اخلاء المرضى أو انتشال الشهداء من الطرق ومن تحت الأنقاض ، بات من الصعوبة اخراج بعض المرضى والجرحى بعد انتهاء علاجهم وكذلك من هم أطفال استشهد جميع ذويهم ولا مكان امن ولا ناس لهم ، واضطرت بعض المستشفيات ان تدفن الموتى في مقابر جماعيه بالباحات المتاحة بالمستشفيات ، ونظرًا لاستمرار الحصار والحرب وتدمير كلي لمنظومة الرعاية الصحية ، لم يعد هناك دواء لمرضى السرطان والأمراض المزمنة ، ولا تتوفر خدمات لمرضى الكلى ، ولا خدمات للحوامل وحديثي الولادة ، ولا وجود لخدمات التمنيع والتطعيمات ، مع انتشار الأمراض الوبائية بين سكان القطاع ، الذين صار معظمهم يقيم في العراء ، وبدون مأوى يقي من الصقيع والأمطار الغزيرة والتقلبات الجوية ، مع عدم توفر المياه الصالحة للشرب والغذاء ، وتكدس القمامة والنفايات فاقم من الوضع الصحي لكامل سكان غزة ، وكل ما يتعرض له القطاع الصحي الفلسطيني بغزة جرائم حرب بموجب قوانين الحروب والقانون الإنساني الدولي ونظام روما الأساسي الخاص بالمحكمة الدولية واتفاقيات جنيف الأربع وبروتوكولاتها الإضافية…
د.علي المبروك ابوقرين

شاهد أيضاً

كتاب “فتيان الزنك” حول الحرب والفقد والألم النفسي

خلود الفلاح لا تبث الحرب إلا الخوف والدمار والموت والمزيد من الضحايا.. تجربة الألم التي …