منصة الصباح

هيمنة

إيناس احميدة

يضطلع أعضاء النيابة العامة في كل العالم بدور مهم ضمن سلسلة من الاشتراطات تتعلق بحفظ كرامة الإنسان وحماية ومساندة حقوقه وحماية المصلحة العامة وتأمين سلامتها بعدالة… حتى ارتبط أسم النيابة بحفظ الحقوق وإنفاذ القانون و تعزيز سيادته… ولا يغيب عن دورهم الاهتمام بالتفاصيل والحيثيات والنتائج…

في ليبيا يحدث العكس .. النيابة العامة اليوم افتتحت أول أدوارها في المبنى الجديد “جنة العريف” الذي سيطرت عليه مؤخراً بغلق الشارع المحاذي للبناية والمعروف بامتداد شارع السيدي واستولت على المربع كاملاً وحولته لموقف سيارات!!! دون مراعاة لأهميته كشريان رئيسي لحركة المرور من وإلى مركز المدينة مما سيحمل المارة عبء إضافي بالدوران حول المكان من إتجاه آخر،
وحرمانهم من خيار كان متاحا وسلسا.

ولم تراعي في إنشاءاتها خصوصية المكان والسكان ولا الأبنية المجاورة.

النيابة العامة اهتمت أيما اهتمام بالبناية وملحقاتها شكليا دون مراعاة للنمط المعماري حتى انها في احدى البنايات المستحدثة رفعت الأدوار بالمخالفة للارتفاع المحدد في المنطقة خصوصا وان عرض الشارع لا يناسب علو البنايات

وعوضا عن إضفاء طابع جمالي عليها صارت مشوهة ومحاطة بالكتل الإسمنتية من كل اتجاه..
الأمور ستتجه للتعقيد حال بدء النيابة في ممارسة أعمالها واستقبال جمهور المترددين عليها.. حيث لم تنظر لحجمهم وعددهم، مع غياب مساحات مناسبة لركن السيارات في المكان الضيق المكتظ أصلا ..

كان الأجدى والأصلح الانتقال لمكان اكثر براح وتجهيز وملائمة وسهولة عوضا عن خلق مشكلة وتأزيم إضافي للجميع وحتى لا تكون النيابة العامة عرضة للتشكيك والانتقاد في كونها استغلت سلطاتها في مخالفة القانون.

شاهد أيضاً

نَحْنُ شُطَّارٌ فِي اخْتِلَاقِ الأعْذَارِ

باختصار د.علي عاشور قبل أيام قليلة نجحنا نحن الليبيون في ما يزيد عن خمسين بلدية …