منصة الصباح
محمود السوكني
محمود السوكني

غزة للمرة المليون

محمود السوكني

كلما هممت بالكتابة عن شأن أخر خلاف الحديث عن الحرب الدائرة في غزة المنكوبة أجدني عاجزاً عن فعل ذلك رغم أن هناك مواضيع أخرى لا تقل أهمية ولا تنقصها خطورة عن ما يدبر لشعبنا في فلسطين المحتلة ، لكنها “غزة” التي تنشد العون ولا تجده من الأشقاء فيما يصرخ من أجلها الغرباء (!) ما الذي يجبر دولاً تفصلها عن غزة ألاف الأميال ولديها ما يكفيها من ضنك الدنيا وهمومها ولا يربطها بغزة سوى مواعيد الزمن تجدها بعفوية وبكل شجاعة تندد بأفعال هذا المحتل الجبان وتستنكر بشاعة جرائمه وتغلق الأبواب في وجهه فيما تعقد دولاً شقيقة المعاهدات والاتفاقيات لتوطيد العلاقة بذلك المحتل الغاشم . ما الذي يدفع بالأمين العام للأمم المتحدة إلى أن يستخدم حقه الذي كفلته له المادة (99) من ميثاق الأمم المتحدة في سابقة لم تحدث من قبل مناشداً مجلس الأمن إصدار قرار بوقف النزيف الدموي في غزة وهو يعلم جيداً أنه بهذا التصرف يعرض منصبه وقد تكون حياته أيضاً للهلاك ، وساستنا المغاوير يذرفون دموع التماسيح على شاشاتنا وهم من يتوسل سراً رضا المحتل وعطف من وراءه . لست أفهم من أي طينة من البشر هؤلاء ؟ كيف يطيب لهم العيش وقطار الموت يدنو من ديارهم ؟! نسمع في كل ساعة صوتاً لعلم من أعلام دنيا الثقافة في العالم يندد ويشجب ويستنكر سفاله هذه العصابة الصهيونية وينعت قادتها بأفظع الصفات وهو أو هي تعلم يقيناً أنها ستغادر عالم الشهرة ويسلب منها كل مصادر رزقها لأنها تطاولت وخرجت عن النص المكتوب لها ولغيرها ومع ذلك لا تبالي وترفع عقيرتها بالصراخ حتى يبح صوتها من أجل الحق وإنتصاراً للحقيقة. من المشاهد المخزية والمواقف المشينة ما قرأته عن ما يجري في أشهر جامعة في العالم وهو ما يوضح لمن لا يعرف مدى تسلط هذا المسخ وهيمنة اللوبي الصهيوني على مناحي الحياة في كل مواقعها ، جاء فى سياق الأخبار أن جامعة هارتفرد الشهيرة حيث يدرس النوابغ ويتخرج المتفوقين قد أعلنت أن مصادر دعمها التي تأتيها من تلة من أغنياء العالم والتي تخصص لتغطية مصاريف صفوة طلبتها ستتوقف إذا أصر هؤلاء الطلبة على تعنتهم واستمروا في مساندتهم وتعاطفهم مع الأبرياء في غزة ! أليس من الأجدر على أثرياء العرب الذين ينفقون الملايين على محظياتهم أن يتطوعوا لنجدة هذه العقول ومؤازرتها بتغطية تكاليف دراستها رداً للجميل ودعماً للقضية التي أرجو أن تكون لازالت في دائرة اهتماماتهم .

شاهد أيضاً

زيادة الوزن وطريق الموت

مع شاهي العصر: توجد دولة في جنوب أمريكا اسمها بوليڤيا بها شارع يعد أخطر شارع …