زكريا العنقودي
كان الرجل الستيني وهو على باب تقاعده ، يجيد أن يوازن بين الضغظ والسكري ، كان عادلا بينهما وذلك من خلال متابعتهما بساعته (الرولبكس ) والتي لها عقرب إضافي يحصي به الثواني ، لكي لا يبخس على أحدهما حقه و ميعاده ، ولو ثانية واحدة ، ليس في العلاج و الادوية و مواقيتها الملزمة ونسب جرعاتها فحسب ، بل بالاكل الصحي و ممارسة الرياضة ايضا .
كان يقاوم
ليعيش اطول ما يمكن
سعيداً بتقاعده القادم والذي خطط له طويلا ليموت حين يأتي موعد الرحيل واقفاً .
ذات شتاء ، وعلى اثر غفوة طويلة ، شاء حظه التعيس إنها ناسبت موعد جرعة الضغظ ، لم يصحو كما المعتاد
و حين حاول الوقوف فقد توازنه ، خانته قدمه اليمنى ، ولم تسعفه كلتا يداه ليتقى بهما شر السقوط .
…….
جاء في تقرير الطبيب ، أنه اصيب بجلطة لن تؤدي به للموت ،لكنها قتلت كل ما رتبه لسنوات التقاعد ، و أفقدته ساعته الروليكس
وميزان حكمته
ودفتر مواعيده
وكل احلامه .