منصة الصباح الصباح، منصة إخبارية رقمية
مقالات مشابهة
الصباح
في مثل هذا اليوم 12 مايو 2010، تعود إلى الأذهان واحدة من أكثر الكوارث الجوية مأساوية في تاريخ ليبيا والعالم، حين تحطمت طائرة تابعة للخطوط الجوية الإفريقية أثناء محاولتها الهبوط في مطار طرابلس الدولي، ما أسفر عن مقتل 103 أشخاص، في حين نجا طفل هولندي يبلغ من العمر 9 سنوات فقط، في حادثة هزّت العالم ووصفت بأنها “معجزة نادرة في تاريخ الطيران.
ففي صباح الأربعاء، 12 مايو 2010، سقطت طائرة الخطوط الجوية الإفريقية، الرحلة رقم 771، من طراز إيرباص A330-202، أثناء محاولتها الهبوط في مطار طرابلس الدولي قادمة من جوهانسبرغ، جنوب أفريقيا. وقد أدى الحادث إلى مصرع 103 من أصل 104 أشخاص كانوا على متنها، بينهم 93 راكبًا و11 من أفراد الطاقم.
الناجي الوحيد كان الطفل الهولندي روبن فان أسو (Ruben van Assouw)، الذي نجا بأعجوبة رغم جسامة الكارثة، وكان في التاسعة من عمره.
كان روبن في رحلة سياحية مع والديه وشقيقه في جنوب أفريقيا، وعند عودتهم إلى هولندا عبر طرابلس، تحطمت الطائرة أثناء الهبوط. عُثر عليه في موقع الحادث لا يزال مربوطًا بمقعده، ونُقل إلى مستشفى السبيعة جنوب شرق طرابلس، ثم إلى مستشفى الخضراء بالعاصمة، حيث خضع لعمليات جراحية لعلاج كسور في ساقيه. وقد أكد الأطباء حينها أن حالته مستقرة ولم تكن حياته في خطر.
وفي 15 مايو 2010، عاد روبن إلى هولندا على متن طائرة إسعاف طبية برفقة عمه وعمته، اللذين توليا رعايته بعد أن فقد كامل أسرته. وتلقى العلاج في مستشفى سانت إليزابيث بمدينة تيلبورغ.
وفي يونيو من العام نفسه، نُظّمت مراسم تأبين خاصة لأفراد أسرته في المدينة، حضرها نحو 1,200 شخص من بينهم عمدة تيلبورغ، في لحظة إنسانية مؤثرة عكست حجم التعاطف مع الطفل الناجي.
منذ الحادث، التزمت عائلة روبن الصمت الإعلامي، وطلبت من وسائل الإعلام احترام خصوصيته خلال رحلة تعافيه ونموه. وعلى مدار 15 عامًا، لم تُنشر أي مقابلات أو تقارير حديثة عن روبن في الصحف الهولندية أو الدولية، ما يدل على تمسك العائلة بحياة هادئة بعيدًا عن الأضواء.
وتبقى قصة روبن فان أسو واحدة من أكثر القصص النادرة والملهمة في تاريخ حوادث الطيران؛ طفل ينجو وحيدًا من حادث مميت أودى بحياة الجميع، وتُخلد نجاته كرمز إنساني حي لمعجزة لا تُنسى.
