بوضوح
بقلم / عبدالرزاق الداهش
في الصين، في أمريكا، في أوروبا، كل العالم مقلوب بما في ذلك ليبيا، بسبب انتشار فيروس كورونا.
الفيروس المرتبط بمتلازمة الشرق الأوسط الأوسط التنفسية، ظهر منذ ثمانية أعوام، وخاصة في السعودية، وعرف باسم انفلونزا الإبل.
عدد الذين ماتوا في الصين من أجمالي مليار ونصف المليار، أقل من ستين مصابا ، وهو رقم لا يساوي متوسط عدد من يموتون في أقل من أسبوع بسبب حوادث الطرقات بالسعودية.
الصين في حالة طوارئ، وسلطات بيكين عزلت ما يزيد عن ستين مليون صيني خوفا من انتشار واسع للفيروس، الذي من المستبعد أن يخرج على السيطرة.
مراكز الأبحاث العلمية، وشركات الأدوية، لا يعرفون لا نهار ولا ليل، من أجل انتاج لقاح للفيروس، أو علاج للمرض الناجم عنه.
السلطات الصحية في العالم تتخذ كافة التحوطات، وخاصة في مناطق العبور، خوفا من تسرب حالة مصابة بالفيروس.
الفضائيات، والصحف، وشبكات الاخبار، ومواقع التواصل كلها منشغلة بهذا الفيروس.
حتى أسعار النفط التي يفترض أن ترتفع بسبب توقف صادرات النفط الليبي، والاضطرابات في الخليج، انخفضت بسبب کورونا، مع احتمال هبوط في معدلات النمو بالصين.
هل هذه فزاعة أخرى تختلس كل اهتمامات العالم رغم أن عدد ضحاياها لا يتجاوز الرقم ألفين؟
هل حالة الانشغال هذه، هي استنساخ، لانفلونزا الطيور، والخنازير، وسارس، وجنون البقر؟
ولكن السؤال الأهم هو: هل يمكن مقارنة كورونا العالم، بكورونا ليبيا، بعد مقتل أكثر من ثلاثة آلاف، وجرح زهاء السبعة آلاف، وتشريد أزيد من 150 ألف نازح، وتضرر أكثر من ثلاثة ملايين ليبي؟.