شهدت مسابقة الأغنية الأوروبية “يوروفيجن” تصعيداً جديداً في الأزمة السياسية التي تخيم عليها، حيث أعلنت هيئة البث العامة الأيسلندية “آر.يو.في” امس الأربعاء، قرار ريكيافيك عدم المشاركة في نسخة 2026.
وجاء هذا القرار مباشرة على خلفية سماح الجهة المنظمة، وهي اتحاد الإذاعات الأوروبية، بمشاركة الكيان الإسرائيلي.
تعد أيسلندا، التي تتمتع بحضور فني وجماهيري لافت في المسابقة، ثاني دولة تعلن انسحابها رسمياً حتى الآن، لتنضم إلى هيئة البث الهولندية “أفروتروس” التي أعلنت مقاطعتها الأسبوع الماضي احتجاجاً على مشاركة “إسرائيل”.
يشير مراقبون إلى أن القرار الأيسلندي يمثل ضربة جديدة للمسابقة التي تحاول جاهدة النأي بنفسها عن الصراعات السياسية، خاصة بعد المحاولات المتكررة لتعطيل مسابقتي 2024 و 2025 من قبل متظاهرين مناهضين للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
ويأتي هذا الانسحاب وسط تحذيرات مماثلة من دول أوروبية أخرى، فقد أعلنت أيرلندا، وإسبانيا، وسلوفينيا أنها ستنضم إلى المقاطعة في حال مشاركة “إسرائيل” في المسابقة، مما يشير إلى أزمة قد تعصف بـ”يوروفيجن” وتُفقدها زخمها الفني والتنوع الأوروبي، وفي المقابل، أشارت ألمانيا إلى أنها ستنسحب إذا تم استبعاد الكيان، مما يضع اتحاد الإذاعات الأوروبية في مأزق سياسي معقد.
ولطالما اعتمدت مسابقة “يوروفيجن” على شعارات الوحدة والسلام، لكن قراراتها الأخيرة سمحت بتحويل الحدث الفني إلى ساحة مواجهة جيوسياسية. قرار أيسلندا وهولندا يرسل رسالة واضحة، استمرار مشاركة “إسرائيل”، في ظل الانتقادات الدولية لسلوكها في غزة، بات يهدد بتفكيك المسابقة نفسها، حيث تختار الدول مقاطعة الحدث بدلاً من التغاضي عن تسييسه بقرارات تعارض موقفها.
هذه المقاطعة هي دليل جديد على أن الفن لا يمكن أن يبقى معزولاً عن الأوضاع الإنسانية والسياسية العالمية.
منصة الصباح الصباح، منصة إخبارية رقمية