عبد الرزاق الداهش
المجاهرة بالأمن ليس رتلا من المركبات الشرطية يجوب شوارع طرابلس وهات يا “سرينات”.
هذه الحالة الاستعراضية هي ابتكار ليبي بامتياز لا ينقص إلا شعار: (الشرطة في ازعاج الشعب).
والكوميدي في القصة هو كم يصادف رتل المجاهرة من سيارات لا تحمل، لوحات أو أخرى تسبر بالاتجاه المعاكس.
عمدة نيويورك ذات مجاهرة امنية لم يحرك سيارة نجدة واحدة تلف حي هارلم.
استقطع الرجل من مخصصات الأمن، ليدعم به مجهود النظافة العامة في المدينة.
والنتيجة تراجع مهم في معدلات الجريمة، وتحسن كبير في الحالة الأمنية.
الشارع النظيف، والحديقة العامة المرتبة، واللقطات الجمالية، هذه كلها رسائل ايجابية مانعة للجريمة.
نظرية الزجاج المحطم مهمة في عالم الاجرام، لا تترك نافذة سيارة مكسورة، وإلا تعرضت كل السيارة للتكسير.
لا يمكن لرجل مرور يضع هاتفه النقال بيد، والسيجارة باخرى خلال دوامه، أن يكون رسالة ايجابية.
لا يمكن لسائق أجرة يرتدي “شورت”، وقميص مرقط، ولا تعرفه (صاحي أو غير صاحي) أن يكون رسالة ايجابية.
ولا يمكن لسيارة عسكرية بدون لوحات، وبدون حتى مصابيح خلفية، وبزجاج معتم أن تكون رسالة إيجابية.
زد على ذلك ماساة سيارات الافيكو، والدرجات النارية التي تضايق المارة على الارصفة،
هذه الرسائل السلبية هي زجاج مكسور، في شارع بضيق بالمخلفات.
الأمن هو قبل كل قبل صناعة بيئة طارة للجريمة، والاخلال بالقانون، وتطوير الأمكنة لتطوير السلوك.