منصة الصباح

يا حضرة القضاة!

عبد الرزاق الداهش

جمعة أحمد جمعة

مواطن بسيط مثل كل مواطن ليبي، يحاول أن يتدبر حوائجه اليومية.

متزوج وله ثلاثة أطفال، يكبرون في عينيه على مهل.

مرتبه لا يكفي لسداد فاتورة لشراء ضحكة بنت ورضيعين.

لجأ جمعة للعمل بسيارته، الخاصة، لتحسين دخله وقد يأتيه الحظ وقد لا يأتي.

وجد نفسه ذات أربعة جدران محبوسا في قضية، وتحقيق، ونيابة.

وصل الموضوع إلى ساحة القضاء، ودخل مسلسل مكسيكي من تأجيل إلى تأجيل.

في كل مرة لا يأتي محامي لاحد المتهمين، أو لا تأتي الشرطة بالمتهمين.

بلغ القاضي الأول سن التقاعد، وجمعة ينتظر برأته المؤجلة.

كبرت بنته، وصلت للصف الثالث، وكبر ولديه، وجمعة ينتظر البراءة المؤجلة.

سنة.. سنتان.. ثلاثة، ومن سيعوض جمعة لو قضت المحكمة ببراءته؟

من سيعوضه عن رؤيته أطفاله؟ عن وجع أبيه، وأمه، عن أشياء أخرى؟

ألم تقولوا لنا يا حضرة القضاة، أن بطء العدالة ظلم؟

ألم تقولوا لنا أن تخطئ المحكمة في تبرئة مذنب، أفضل ألف مرة من أن تخطئ في إدانة بريء؟

جمعة ليس الوحيد ممن تجاوزت مدة حبسهم العقوبة التي يمكن أن تصدر بحقهم عند الإدانة.

فلماذا، وإلى متى؟!

عندما لا يعرف الناس التفتيش القضائي، على التفتيش القضائي أن يعرفهم.

نحن ضد الإفلات من العقاب، ولكن بصورة أولى نحن ضد الإفلات من العدالة، مهم كان حسن النية متوفرا وبقوة.

شاهد أيضاً

يعطي بنته ويزيد عصيدة

جمعة بوكليب زايد ناقص لم يكن في حسباني، يوماً ما، أنني سأتحوّل إلى كاتب مقالة …