منصة الصباح

يا أنيس !!

بوضـــوح

بقلم / المحرر

“قاوم.. يا أنيس من أجل صغارنا”

جملة مؤثرة جدا، ومثيرة جدا، ومحبطة جدا.

كيف يتحول البقاء على قيد الحياة، إلى إنجاز، وعمل مقاومة؟

امرأة تتوسل زوجها أن يقاوم الموت، يقاوم هذا الدراكولا الذي سيترك صغارها بلا أب، ويتركها بلا سند.

ليتخيل كل واحد منكم نفسه أنيس، الذي حاول الموت أن يسحبه من أمام عيون زوجته الممتلئة بالدموع.

تصوروا أن هذه اللقطة في بلد يحترم الإنسان، يحترم الآدمية، يضع لحياة البشر وزنا .

هل وصل بنا استسهال الموت إلى هذه الدرجة؟ وهل حياة الليبي رخيصة إلى هذا المستوى ؟

أليس هذا هو الإنسان الذي تتعبد الطرقات من أجله في العالم، وتفتح المدارس من أجله، وتبني المشافي من أجله ؟

أليس هذا هو الإنسان الذي تسقط حكومات من أجله في العالم، وتتحرك الأساطيل لحمايته؟

أليس هذا هو الإنسان هدف كل برنامج تنمية في العالم، وهدف كل تطور، وجوهر كل حضارة؟

نحن لسنا في عصر جنكيز خان، أو نيرون روما، أو في زمن يصطاد فيه البشر مثل الأرانب البرية.

نحن في زمن يوضع فيه اعتبار لحياة القطط، وحقوق الحيوان، والمحميات الطبيعية.

أيعقل في زمن واتس أب، وسناب شات والصور السيلفي، والسياحة الفضائية، أن تستجدي زوجة أنيس البقاء لوالد أطفالها.

وكم من أنيس حاول أن يعيش من أجل صغاره، ولم يعش؟ وكم من آلاف الصغار حاولوا أن يكبروا، وماتوا؟

وكم من نسخة جديدة لقصة الفرنسي الذي سألوه بعد عشرة أعوام من الثورة ماذا كنت تعمل خلال العشر سنوات، فقال: كنت أبقى حيا .

وكم لدينا من لم يعش للإجابة على هذا السؤال، يا أنيس؟

ويا “أنيس” ماطعم السلطة على جسور الجماجم؟

 

شاهد أيضاً

النيابة تحرك الدعوى العمومية في مواجهة مسؤولي إنشاء عنفات الرياح الكهربائية بدرنة

  أصدر مكتب النائب العام اليوم الاربعاء قرارا بحبس رئيسين سابقين في جهاز الطاقات المتجددة …