منصة الصباح

“ياك مو جارد عليكم شي حد”!

بوضوح

بقلم : عبد الرزاق الداهش

لا ادري من أي كتاب تاريخ سقط علينا الرئيس التونسي قيس سعيد.

كلما اشاهد الرجل لابد أن تستدعي ذاكرتي، مسلسلات جلبهار ممتاز، ايام البث (اسود وابيض).

هل يعقل بعد انتخابات تعددية في تونس، ومناظرات تلفزيونية بين المترشحين، يظهر علينا رئيس تونس المنتخب بتعويذة إعلان دستوري لليبيا من تصميم شيوخ القبائل؟

هل صارت ليبيا بالنسبة للشيخ قيس مجرد نجع في جنوب منطقة (بن قردان)؟

واهم من ذلك يقول الرئيس التونسي انه اجتمع بعدد 35 شيخ قبيلة من مضارب بني ليبيا، ولكن لم يضعنا في تفاصيل ما جرى خلال الحوار بين أبو السيزيوم وابناء الرز والبازين.

فهل تحاور معهم حول التداول السلمي للسلطة، او الفصل بين السلطات، أو الدولة البسيطة، والمركبة، والقواعد الحاكمة، والحريات، والهوية.

وهل سيشمل دستور الشيخ (غليص)، كوتة خاصة لنساء زعيم القبيلة في مياه بئر العشيرة؟

وهل هناك أي فكرة في هذا الدستور، عن التدول السلمي على المراعي، ومواعيد جز الاغنام، وضبط العلاقة مع منظمة المشايخ المتحدة؟

من غير المعقول، ولا المنطقي، أن تصبح ليبيا ملطشة، السيسي يريد تسليح شباب القبائل، وقيس يريد شيوخ هذه القبائل لكتابة الدستور.

يعني على رأي جيراننا، يمكن أن نعيد انتاج داحس والغبرا، أو داعش والغبراء أو حرب الأربعين عام، في ليبيا، وبدل السيوف والنبال نتحارب، بقذائف الهاوزر والمسيرات.

أكثر ما في الموضوع مادة للسخرية، هناك زائد هائل من المرارة والخيبة، الوجع.

أخرها الدكتور قيس سعيد خريج الفقه الدستوري، وابن مدرسة الجمهورية وحقوق الإنسان الفرنسية، يقترح مكونات ماقبل الدولة لتصميم مستقبل ليبيا!

والحق ليس على قيس سعيد، بل علينا نحن ابناء ليبيا الذين وضعنا انفسنا في هذه الوضاعة.

 

شاهد أيضاً

كتاب “فتيان الزنك” حول الحرب والفقد والألم النفسي

خلود الفلاح لا تبث الحرب إلا الخوف والدمار والموت والمزيد من الضحايا.. تجربة الألم التي …