عبد الرزاق الداهش
أغلب عواصم العالم تقول بانها صديقة لليبيين، وتأكد صباح مساء أنه لا حل في ليبيا الا بالحوار السياسي.
وأغلب عواصم العالم العربي تقول بانها شقيقة لليبيين، وأنها لا تدخر جهدا من اجل حلحلة المتأزم في ليبيا، وضد أي مشروع يؤدى إلى نزيف الدم الليبي؟
والعشرات كي لا نقول المئات من منظمات، وتنظيمات، وتكتلات، ودكاكين أخرى، استعملوا معنا كل قواميس المصالحة، والسلام؟
قابلنا وفود، وطالعنا بيانات، وسمعنا مواقف، كلها مع استقرار ليبيا، وتحريم النزاع المسلح الليبي؟
أين كل الأشقاء، والأصدقاء، والكلام عن حقوق الانسان، ودعم الاستقرار؟
من الذي تحرك لإطفاء عود ثقاب واحد في حرب غير واجبة، ولا يمكن ان تكون نظيفة، حتى لرفع الملام؟
لو توقفت الحرب منذ خمسة أشهر ماضية، كم كان سنحافظ على حياة ليبي، وعلى دماء ليبية؟
لو توقفت الحرب منذ خمسة أشهر ماضية، كم كان سيتوفر من بيوت وبنى تحتية، واهم من ذلك وئام مجتمعي؟
كل يوم تأخذ هذه الحرب المزيد من رقاب الليبيين، التي يفترض ان تكون اغلى.
كل يوم تأخذ هذه الحرب المزيد من مقدرات الليبيين التي يفترض ان تكون اهم.
ولكن قبل ان نسألهم عن تعاطفهم، عن تضامنهم، نسألهم عمن يدفع فاتورة هذه الحرب؟ من يتكفل بموتنا، وتخريب بيوتنا؟
صواريخ تنزل على البيوت، قنابل، حرائق تشتعل، ماذا يضيف ذلك لحسابات الدم، ولحسابات الضغينة؟
هل هذا هو الطريق لبناء دولة كنا نتطلع لها؟
الم نكن ننتظر مرحلة إعمار بنغازي، فكيف ندخل معركة تدمير طرابلس؟
الم نكن ننتظر اعادة الاستقرار، فكيف نمضي إلى المزيد من الفوضى؟
ولكن عصبا على الموت سنعيش.