بقلم: عبدالرزاق الداهش
من لم يفهم ما طرأ على لعبة كرة القدم، قد لا يفهم ما طرأ على لعبة الحياة.
ولد النادي الذي تربي داخل اسواره، وتدرج عبر فئاته السنيه، وظل حبه الوحيد انتهى، كما انتهى الزواج الكاثوليكي.
وولد النادي الذي يتجه في الصباح نحو مدرسته وفي المساء يتدرب مع ناديه، بحذاء من جيب والده انقرض.
باريس سان جرمان يجمع على الاقل ثلاثة من بين العشرة اللاعبين الافضل في العالم، ولكنه لا يملك لاعب واحد ولد النادي.
الحارس دوناروما من إيطاليا، وميسي من الارجنتين، ونيمار برازيليًا، وحتى إمبابي الفرنسي جاء من نادي موناكو.
(طبعا) باريس سان جرمان الذي يملك أعلى فريق كرة قدم في العالم من الناحية التسويقية، هو اصغر عمريا من نادي العروبة بالعجيلات.
حتى على الجانب المحلي نجد ما يفند نظرية ولد النادي، أو أبن النادي، صحيح الكرة لدينا خرجت من حالة الهواية، بيد أنها لم تصل مرحلة الاحتراف، بكل شروطه.
افضل لاعب في أهلي طرابلس على مدى عشرين سنة فائتة هو أحمد سعد، الذي تربى في اساور بنغازي الجديدة.
أما الأفضل في نادي الاتحاد، فإذا لم نقل أحمد المصلي أبن تحدي الصابري، فهو علي رحومة القادم من اسوار الأهلي.
الكرة اليوم هي جودة اللاعب، وحسن إدارة الموارد البشرية، وكفاءة المنظومة بشكل عام، أما غير ذلك فلا علاقة له بكرة القدم.
ولا يمكن هناك تجاهل اللاعب الرئيس في قطاع كرة القدم، وهو المال، والذي يتطلب حسن إدارة الموارد.
ما ينطبق على لعبة كرة القدم، ينطبق على لعبة الحياة، فقد انتهى أبن البلد، بصورته البيولوجية القديمة.
فالمعايير قد انقلبت تمامًا، مع تحول الإنسان إلى جزء من الرأسمال البشري، وليس الراسمال الاجتماعي.
وصارت جودة الفرد، وإضافته، ضمن منظومة منتجة، هو جزء من الثروة القومية، وهو أبن بلد حقيقي، بالعطاء، وبالاداء، وبالنفع.
عن مجلة الليبية