عبد الرزاق الداهش
موضوع التمويل الليبي لحملة ساركوزي الانتخابية، أعتبره مكسبًا للمخابرات الليبية.
فجهاز استخباري يحقق مثل هذا الاختراق، ليقترب عبر صناديق الانتخابات من حرم الإليزيه، هو جهاز يستحق التقدير المهني.
هناك على الدوام حروب استخبارية في كل مكان من العالم، كثيرًا ما تكون معقدة، بل وسخيفة أحيانًا.
ألم تلعب المخابرات الفرنسية دورًا في الجنوب الليبي، وجنّدت شيوخ قبائل، ودفعت بخشيشًا؟
ثم كم من موظف برتبة رئيس دولة إفريقية هو في الأصل ضمن ملاك جهاز المخابرات الفرنسية (DGSE)؟
ولا ننسى المخابرات البريطانية التي أفسدت أول انتخابات في ليبيا، وربما آخر انتخابات أيضًا،
وكانت خلف إقصاء حزب المؤتمر، وإلغاء الأحزاب، ونفي المناضل الوطني بشير السعداوي.
ليس من حقنا أن نقلّل من أنفسنا في التعامل مع ملف تمويل الانتخابات الفرنسية.
أقصد أن نتعامل مع الملف كمنجز للمخابرات الليبية، التي يُسجَّل لها أنها استدرجت بيلي كارتر، شقيق الرئيس جيمي كارتر،
كما يُسجَّل لها دعمها لانتخابات الرئيس جورج بوش الابن، واقترابها من شبابيك البيت الأبيض.
قد يكون ذلك مجديًا، وقد لا يكون، وقد تكون هناك فجوة بين التطلّع والواقع، وقد لا تكون.
المهم أن المخابرات الليبية كانت حاضرة، مارست دبلوماسية البخشيش، وحققت نجاحات، وتعرّضت لكبوات.
وهي مخابرات ليبيا تأسست منذ مطلع خمسينات القرن الماضي، وكسب تراكما معرفيا مهما
وعليه ليس جميلا في حقنا شخصنة كل شيء، وشيطنة كل شيء.