( وداعا ايتها الجميلة )
د ابوالقاسم عمر صميده
بسبب شبكات التواصل الاجتماعى واليوتيوب وغيره من تكنولوجيا الهاتف النقال أصبح الشباب يستمع الى أنماط جديده وغريبه من الفنون والموسيقى، وبدون وهى أصبحت الاجيال أسيرة أشكال رقية من الفنون والبكائيات التى ليس لها علاقة بالفن أو الموسيقى ، وقد اختلط الأمر مع موسيقى الرأى والهيب هوب وهى موسيقى لقيته لا تملك هوية وطنية ولا اصل ، بل تعبر عن أزمة جيل واغتراب وطن ،ولعله من المهم النظر الى ما فعلته شعوب العالم التى مرت بمحن وعرضت هويتها للشمس والتدريب فالاستفاده من تجارب الآخرين هى من الحكمة والعبرة ، فلقد واجهت شعوب أمريكا اللاتينية والبرازيل خصوصا فى سمينات القرن الماضى واجهت موسيقى الروك اند رول الامريكيه والجاز والبتلز واجهتها بموسيقى محلية تسمى ( التروبوكاليسمو) التى كانت ثورة فنية قوية واجهت الموسيقى الانجلوسكسونية ،وكانت الموسيقى البرازيلية جميلة وجموحة ومثيرة وكانت مزيج من السامبا والفالس وكل ماهو تقليدى وشعبى امريكي لاتينى ،وقد عشقها الشباب فى كل ارجاء أمريكا اللاتينية ، وتم رفع شعار : نحن لن نرجع للغرب فلينا هوية وثقافة وتاريخها اقدم من كل الغرب ، يومها انتشرت اغنية جميلة تقول كلماتها: انا برازيلي، انا القمتان والفنان والقارتان، انا الذى خلقني الله فى الأمازون، واعطانى أشجار القهوة والبرتقال ، انا الذى امتلأت قفافه بخيرات الأرض كى اطعم المحتاجين ، قم ايها البرازيلي واستمتع بالشمس والقمر ولا تخشى اليانكى والعم سام ،فأنت الحجر والبشر .
وهكذا فى مواجهة الموسيقى الغربية ظهرت أصالة وهوية شعوب أمريكا اللاتينية من خلال تحديث واعادة نشر موسيقى البابايا وهى موسيقى محليه وموسيقى البوسانوفا والرومانسية والصلصا والسمبا والتى جمعت الرقص والحركة والهوية الوطنية فظهرت موسيقى الريفالوزوا التشيلي والبوليرو الكوبيه والتشاتشا والماما واليانسون والرومانسية وهى أنماط من الفن الشعبى فى أمريكا اللاتينية ، ويقال أنه من أثر موسيقى أمريكا اللاتينية تأثر بها الطليان حتى أن اغنية ( تشاو بيلا أو وداعا أيتها الجميلة المشهورة ) اخذت ايقاعات من أمريكا اللاتينية، وهى اغنية استلهمها الطليان لمقاومة العهد الفاشستى وتقول كلماتها: ذات صباح نهضت من النوم صباحا وقلت: وداعا أيتها الجميلة قلت ذلك حين وجدت وطنى محتلا ،فيا أيتها الجميلة احملينى بعيدا اذا فقدت القدره على فعل شىء لصالح وطنى ، إما أقوى تأثير للموسيقى أمريكا اللاتينية فكان فى إيقاع اغنية ( استاسيبرى كومندانتى) وهى اغنية للمنازل تشى جيفارا الذى قتله الجيش الامريكى فى غابات بوليفيا فى ستينات القرن الماضى، وتقول كلمات الأغنية التى لم يسمعها شبابنا اليوم : تعلمنا أن نهواك ايها الوطن من مرتفعات التاريخ وعلى حافة الموت وتحت شمسك الصافية ورمالك النقية ايها الوطن موطن اجدادى وذكرياتى نحن نموت من أجلك، ولن نتركك للغرباء ، هذا هو الفن الذى يجب أن يعرفه الشباب وليس فن التيك توك وحسن شاكوش وبطاريات ركوب البحر والحراقه والمجازفه بالهجرة الى جحيم الغرب كما نراه الان .فمتى نرى نهضة فنية تقوم بمواجهة التغريب والتنصير والدعاية الكاذبة ؟