كيف تتحرك الكلمات؟
سؤال تعرف جاهدة وهبة وحدها سره؟
ابنة البقاع اللبناني، المولودة بين الأخضر الممتد، وبين الجبل، وعلى ضفاف خريف عام 1969.
أخذت من هذا التقاطع المثير بين الجبل والسهل بين ما هو منبسط وما هو وعر، لتصمم حضورها المختلف.
أنه التلوّن الذي تلبسه بساتين القمح مع مواسم الحصاد.
تقول جاهدة عن مسقط الرأس: “وعره صيّرني مغامرة، وانسيابه صيّرني حالمة”.
“أحببتك كما لم تحب امرأة ونسيتك كما ينسى الرجال”
ليست الأغنية الوحيدة للفنانة اللبنانية المختلفة حد التميز.
عرفت جاهدة كيف تحول القصيدة إلى أغنية وكيف تحول الأغنية إلى قصيدة.
قال عنها الأديب الألماني غونتر غراس:
“لدى جاهدة وهبة قدرة عجيبة على موسيقا الشعر، وإيصال المعاني الكامنة في القصيدة بصوتها ولحنها.. أعجبت جدا حد النشوة بما لحنته لي خاصة قصديتي فيضان ولا تمض إلى الغابة “.
وقالت عنها الكاتبة والروائية الجزائرية أحلام مستغانمي:
“جاهدة وهبه ورَطتني بالشعر، ما كنت أعرف قبلها أنني سأقترف قصيدة.. صوتها بإمكانه أن يرفع أي نص إلى مقام الشعر، أنا مدينة لها بالذهول الجميل الذي أعيشه كلما تغني لي نصاَ حتى أكاد أشك في نسبته لي”
ومن أهم الشعراء الذي صاغت كلماتهم ألحانا وتغنت بها، ابن عربي، ورابعة العدوية، وجلال الدين الرومي، والحلاج، وبدر شاكر السياب، ونازك الملائكة، وعمر الخيام، وجبران خليل جبران، والمتنبي، ومحمود درويش، وطلال حيدر، وسعيد عقل، وانسي الحاج، ولوركا، وطاغور، وغوتة وغونتر غراس، وابو فراس الحمداني، وولادة بنت المستكفي، ثم بابلو نيرودا، وسارتوريوس، ونزار قباني ،وادونيس، وأحلام مستغانمي، وهدى النعماني، ولميعة عمارة، وامل الجبوري..
وتظل جاهدة مجاهدة مغنية خارج “بوتيك” الرداءة الذي يوزع الاسفاف.
فنانة كبيرة في زمن السقوط الفني، متخصصة في علم النفس، ربما لا علاقة لها بهذا التخصص ربما علاقته أوثق.