منصة الصباح
جمعة بوكليب

وجهةُ نظرٍ خاصةٌ

جمعة بوكليب

زايد…ناقص

استنادًا إلى مُحرّك البحث غوغل، على الانترنت، تقعُ مدينةُ ديار بَكر في الجزء الجنوبي الشرقي من تركيا. وهي عاصمة محافظة ديار بكر في منطقة الأناضول على ضفاف نهر دجلة. وتبعد عن العاصمة التركية أنقره مسافة تقرب من 900 كيلومتر، كما تبعد عن مدينة استانبول مسافة تقرب من 1500 كيلومتر.

ديارُ بَكر محافظةٌ كردية. ومن المعلوم، فإن الأقلية الكردية في تركيا ممنوعة بقوة القانون من التحدث بلغتها. وخلال انقلاب عسكري، في الثمانينيات من القرن الماضي، بقيادة جنرال اسمه كنان إفرين تولّت حكومة عسكرية حكم تركيا، وأضحتْ مدينة ديار بكر وسكانها من الأقلية الكردية هدفًا لبطش العسكر الأتراك.

تقول حكايةٌ رواها الروائي التركي أورهان باموك في روايته:” أمر غريب في ذهني” أنّه في تلك الأيام العصيبة التي شهدتها المدينة، وصل زائر غريب على متن طائرة إلى مطار المدينة ليلاً قادمًا من العاصمة أنقره. وأستقل عربة أجرة قاصدًا الإقامة في فندق. وخلال الرحلة سأل الزائرُ السائقَ عن أحوال المدينة وناسها. فردّ السائق، وكان كرديًا، بأن أهل المدينة الأكراد فرحين جدًا بالحكومة العسكرية، وأن أعينهم معلقة طوال الوقت بالعلم التركي ولا شيء آخر، وأنّهم سعداء جدًا بقيام الحكومة بالتخلص من الأكراد الإنفصاليين بالقائهم في السجون. قال الزائر ” أنا محام، وجئت المدينة بغرض الدفاع عن أؤلئك الذين يتعرضون للتعذيب في السجون بسبب تحدثهم لغتهم الكردية.” لدى سماع السائق ما قاله الزائر تغيّر 180 درجة. وبدأ يحكي للزائر بتفصيل عن مختلف ضروب التعذيب التي يتعرض لها السجناءُ، في السجون ومن ضمنها أنّهم يلقون في المجاري أحياء، ويضربون حتى الموت. استغرب الزائرُ من تغيير السائق لأقواله بسرعة، وقال له :”لكنك قلت لي منذ لحظة العكس تمامًا.” فرد السائقُ قائلاً::”هذا صحيح سيدي المحامي. ما قلته أولاً هو وجهة نظر عامة، أما ما قلته لاحقًا فهو وجهة نظر خاصة.”

شاهد أيضاً

طارق القزيري

لماذا خسرنا صالح الأبيض؟ وماذا سنفعل بعده؟

سيظل رحيل صالح الأبيض خسارة فادحة للكوميديا الفنية في ليبيا ليس فقط لأننا فقدنا ممثلا …